أبلغ المسؤول الإعلامي بهيئة حقوق الإنسان، محمد المعدي، "الوطن" أن الهيئة تتبنى بشكل كامل قضية الطفلة رهام الحكمي التي نقل إليها دم ملوث بالإيدز في أحد مستشفيات جازان، وأن تبني الهيئة يشمل إلى الجانب الصحي والقضائي، الجانب التعويضي عن الأضرار، أما رهام، التي زارتها "الوطن" أمس في غرفتها بالمستشفى التخصصي في الرياض، فأبدت عزيمة قوية، متحدية المرض، ومجِلة لمهنة الطب بالقول "إذا كبرت، أتمنى أن أصبح طبيبة أطفال، أنا لا أخاف من الحقن والأدوية".

من جانبها، قالت والدة رهام "ابنتي هذه مختلفة جدا عن بقية أبنائي، بشقاوتها التي تجعلها تدخل قلب كل من يعرفها، إنها الثانية من أبنائي.. تكبرها أخت ويصغرها 5 أولاد".

وفي سياق متصل، نفت الشؤون الصحية بجازان ما تردد عن عدم معرفتهم لهوية الشخص المتبرع بالدم الملوث بالإيدز. وأوضح الناطق الرسمي للمديرية، محمد الصميلي، في تصريح إلى "الوطن" أن المريض معروف وتم الاتصال به من قبل مدير الشؤون الصحية الدكتور حمد الأكشم، وطلب منه الحضور وتم فتح ملف متابعة لحالته، وهو يتلقى الآن العلاج اللازم.




في الوقت الذي أكدت فيه الشؤون الصحية بجازان أن المريض - الذي تبرع بالدم الملوث بالإيدز ونقل بالخطأ إلى الطفلة رهام الحكمي- يتلقى العلاج اللازم حاليا، قالت الطفلة رهام في حديث إلى "الوطن" إنها تحلم أن تصبح "طبيبة أطفال"، في حين أكدت هيئة حقوق الإنسان أنها ستتبنى قضية رهام بالكامل من الجانب الصحي والقضائي وتعويضها عن الأضرار التي وقعت عليها.


أحلام طفلة

وزارت "الوطن" ريهام في غرفتها بمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض، حيث تحدثت قائلة عن صديقاتها في المدرسة، خصوصا "منى" التي تدرس في عامها السادس بالابتدائية إنها اشتاقت لضجيج مدرستها ودروسها، خصوصا معلمتيها "أبله حياة" "أبله خديجة"، وحياة تلك هي التي علمتها مادة العلوم، بينما خديجة جعلتها تعشق مادة الرياضيات.

وفي سؤال عن أستاذة العربي جاملت بحب عفوي وإحساس صادق بالقول "أحب لغتي كثيرا.. وأحب القرآن وأحفظ ما تيسر منه".

وتحمل رهام أحلاما تتمنى تحقيقها في أيامها المقبلة، منها أمنياتها عندما تكبر أن تكون طبيبة أطفال حتى تزرع الابتسامة في وجه كل طفل وتؤكد بابتسامة قوية أنها لا تخاف من الأدوية أو الحقن وأن الوجع لا يعنيها أبدا، وتجيب بحماس عن أكثر شيء تحبه بأن تطبخ الكعك، وتصف بعفوية تامة كيف تخلط المكونات ببعضها البعض وتشير بيديها كيفية إعدادها وبسعادة تقول "أنا من يحضر مكوناته من دقيق وزبدة وحليب وعندما تنتهي أمي من إخراجه من الفرن أقوم بتزيينه بالشوكلاته والكريمة حتى نستمتع جميعنا بأكله".

رهام تعشق الحلويات كجميع الأطفال وتحب طبخ والدتها، خصوصا "الرز" وبنظرة سعادة لوالدتها تقول سأتعلم الطبخ منها إضافة لجميع الأكلات الأخرى، غير أن أم رهام وخالتها اللتين تجلسان في الزاوية الأخرى من الغرفة تنظران إليها وفي أعينهن أمل لشفائها.

وحكت أم رهام عن عفوية ابنتها لتقول إن رهام مختلفة جدا بشقاوتها التي تجعلها تدخل قلب كل من يعرفها، إنها الثانية من أبنائها تكبرها أخت ويصغرها 5 أولاد أشقاء وأعقلهم على حد سواء، قبل أن تحتضن بنظرة حنان ابنتها وهي تقول "ابنتي مطيعة وتعاونني كثيرا في ترتيب المنزل مع أختها.. محبة للحركة" لتوافقها بالرأي خالتها وتضيف بأنها شقية في حركاتها.. تلك هي رهام الطفلة التي تعج بالحياة والحركة حتى وهي على فراش المرض".





علاج المتبرع

إلى ذلك نفت الشؤون الصحية في جازان كل الشائعات التي تدور حول عدم معرفة هوية الشخص المتبرع بالدم الملوث بالإيدز الذي نقل إلى الطفلة رهام، وقالت صحة جازان في تصريح للناطق الرسمي باسمها محمد الصميلي إن المريض الذي تبرع بالدم معروف لديهم وتم الاتصال به من قبل مدير الشؤون الصحية الدكتور حمد الأكشم شخصيا وطلب منه الحضور وتم فتح ملف متابعة لحالته وهو يتلقى الآن العلاج اللازم.

وكانت إشاعات قد راجت في المنطقة بعد تفجر قضية رهام حكمي تقول إن المتبرع بالدم الملوث لم تكن هويته معروفة بالإضافة إلى أن مصادر أكدت لـ"الوطن" أن المتبرع موجود حاليا في أحد مستشفيات المنطقة.


موقف حقوقي

كشف المسؤول الإعلامي بهيئة حقوق الإنسان محمد المعدي لـ"الوطن" عن تبني إدارته قضية رهام بالكامل من الجانب الصحي والقضائي وتعويضها عن الأضرار التي وقعت عليها، ومعاقبة كل من تسبب لها في انتقال الدم الملوث لجسدها.

وأضح المعدي أن من واجب الهيئة التدخل في قضية رهام التي وقعت ضحية الإهمال الطبي، من جميع الإضرار التي لحقت بها، بالمقابل تحرص الهيئة على متابعة احتمالية وقوع ضحايا جدد للمتبرع صاحب الدم الملوث.

من جهة ثانية، تبنى عدد من المحامين رفع قضية على وزارة الصحة بعد الحصول على توكيل من والد رهام يخولهم بالتقاضي.

وقال المحامي والمستشار القانوني خالد حادي، وهو أحد المتبنين للقضية، إن التعويض المادي سيكون كبيرا، وللأسرة الخيار في تحديده بناء على ما تقدره مع المحامي ليكون موافقا قانونيا، ورفعه إلى اللجنة الطبية الشرعية للموافقة عليه من قبل ناظر القضية للموافقة عليه أو تنقيصه أو زيادته فالقاضي هو من يحدد التعويض المناسب للقضية.

وأشار حادي أن اللجنة الشرعية ترى أن الحكم في القضية يتلخص في أن كل عضو له دية، فكيف بجسم رهام الذي تضرر بالكامل، في حين أن هناك رأيا شرعيا يعتبر الجسم المتضرر له دية واحدة يقدرها ناظر القضية.