اختارت جائزة الملك خالد بن عبدالعزيز، رحمه الله، أن تكون رأس الهرم الأعلى بين كل الجوائز الوطنية وهي تختار لأهدافها والفائزين بها شعار (بناء الإنسان وتنمية المجتمع). وحين سبحت ما قبل البارحة في موقعها الإلكتروني على أبواب قفل الترشيح الموسمي لأسماء الفائزين شعرت تماماً أن فروعها وشروط الفوز بها لا تشبه إلا اسم الراحل الكبير، مليكنا الذي كان مفتاح الطفرة الأولى بكل أثره الأبوي (الخالد) في قلوب الملايين الذين كانوا أطفال زمنه، وهم بحق (خراج) مرحلته، وأنا ضمن الملايين من هؤلاء.

أستأذن مقام سيدي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز، راعي الجائزة وبانيها، أن أدلي باقتراحي اليوم لفرع جديد لهذه الجائزة الغالية لرواد هذا الوطن الأغلى الذين ساهموا في (بناء الإنسان وتنمية المجتمع)، تماماً كما هو شعار الجائزة. وفي ذاكرة حياتي الخاصة من هؤلاء الرواد الذين أخلصوا لذات الشعار غيض من فيض. من رواد بناء الإنسان وتنمية المجتمع، معالي الشيخ الراحل، حسن بن عبدالله آل الشيخ، وزير المعارف الأسبق الذي نشر نور العلم في القرى والهجر يوم كانت الفرحة بمدرسة ابتدائية تفوق أضعاف فرحتنا اليوم بتدشين جامعة. من هؤلاء الرواد، المرحوم، غازي القصيبي يوم أضاء (بالنور) آلاف القرى المظلمة فكان أول وزير يدخل الملايين بأسلاكه الكهربائية إلى حداثة العصر. من هؤلاء المرحوم محمد بن عوض بن لادن حين تصدى لرفع عماد (الحرمين)، ويوم ربط محافظتي النائية بأول (طريق) إلى شريان الحياة ومن طريقه عرفنا كل هذا العالم. من هؤلاء معالي الأستاذ الدكتور ناصر بن إبراهيم الرشيد الذي بنى لمئات الأيتام بيوتاً للحياة وأيضاً للأمل والمستقبل، ومنهم أيضاً رجل الأعمال، محمد بن حسين العمودي حين يفعّل المال من أجل (بناء الإنسان) ولكنه أبداً أبداً لا يتكلم.

والخلاصة أن في حياة هذا الوطن أفراداً من الرواد كانوا لأهلهم ولوطنهم مجتمعات مكتملة، هؤلاء الرجال هم من حوّل نجاحاتهم الشخصية إلى مجد وطني، وهم من رسم الأنموذج الذي ذكرت بعضه، وبالطبع في ذاكرة كل فرد منكم رسمه الخاص لشخوص هؤلاء الرواد الذين غيروا حياة مجتمع بالبناء والتنمية. مثل هؤلاء هم صلب (المسؤولية الاجتماعية) التي تصدت لها هذه الجائزة.