فجّر رئيس حزب "مصر القوية" والقيادي السابق بجماعة الإخوان المسلمين عبدالمنعم أبو الفتوح مفاجأة مدوية عندما أكد أن الرئيس محمد مرسي لم يتقدم حتى الآن باستقالته من الجماعة بعد، وأنه ما يزال مرتبطا بها بشكل رسمي، وهو ما يتناقض مع الدستور ومتطلبات المنصب الرئاسي.

وقال في تصريحات صحفية إنه يتعين على مرسي خوض حوار جاد مع الأحزاب الرئيسة ورموز المعارضة، مشيرا إلى أن حزبه تقدم بمبادرة لتشكيل لجنة من 5 قيادات معارضة، لكنه لم يجد استجابة. وأضاف "شاركت بصفتي الشخصية في الحوار الوطني الأخير الذي دعت إليه الرئاسة، لكنني سرعان ما غادرت الاجتماع حين اكتشفت أن المفاوضات دون جدوى".

في غضون ذلك، أعلنت مدينة بورسعيد المصرية العصيان المدني أمس، وتوقفت حركة العمل فيها تماماً إثر قيام شبابها باحتجاجات عارمة اعتراضا على تجاهل الحكومة لمطالبهم ليتجاوب معهم الآلاف من السكان. وأخلى المحتجون الغاضبون المباني الحكومية من الموظفين، وأوقفوا العمل داخل مبنى المحافظة الرئيسي، ومبنى الهيئة العامة للموانئ، ومنطقة الاستثمار في المدينة، كما أخلوا عشرات المصانع من العمال.

وأصدرت جماعات شباب الألتراس البورسعيدي بيانا طالبت فيه بالقصاص "لشهداء" المدينة ممن أعطى أوامر القتل من النظام ووزارة الداخلية، كما دعت إلى "معاملة ضحايا الأحداث كضحايا الثورة مادياً ومعنوياً، إضافة إلى عدم تسييس قضية مذبحة الإستاد الرياضي ومراجعة أحكام الإعدام من جهة قضائية محايدة".

إلى ذلك أثار اللقاء الذي عقد أمس بين رئيس حزب "الحرية والعدالة" محمد الكتاتني ورئيس حزب "الدستور" ومؤسس جبهة الإنقاذ محمد البرادعي، ورئيس حزب "الوفد" السيد البدوي حالة من الجدل داخل الشارع السياسي المصري. وقال القيادي الإخواني مراد علي: إن "البرادعي والبدوي جاءا كممثلين لجبهة الإنقاذ الوطني، واللقاء جاء بطلب منهما وتناول الوضع السياسي الراهن، وطرح سبل للخروج من حالة الاستقطاب التي تعيشها البلاد الآن، ولم يسفر عن شيء محدَّد، لكننا نعدَّه خطوة إيجابية في الطريق الصحيح، ولا علاقة له بمبادرة حزب "النور" التي لم يتم التطرق إليها من قريب أو بعيد". وبدوره انتقد محامي التيارات الإسلامية ممدوح إسماعيل التكتم الإعلامي على اللقاء وقال في تصريحات إلى"الوطن": "الكتاتني التقى مرتين البرادعي والبدوي ولم يخبرنا ماذا حدث؟ وهذه ليست شفافية، هذا عمل ظلامي، وكان من الضروري التطرق لمبادرة حزب "النور" التي تتضمن مطالب الجبهة، وبالتالي كأن حزب النور قد فرش الطريق للإخوان على جثته"، حسب قوله.