احتفلت ليبيا أمس بالذكرى الثانية لانطلاق الثورة التي أطاحت بنظام معمر القذافي وسط إجراءات أمنية مشددة تحسبا لأية أعمال عنف. وتخللت الألعاب النارية والأناشيد الثورية الاحتفالات التي بدأت منذ عدة أيام وبلغت ذروتها أمس من خلال تجمع في ساحة التحرير بمدينة بنغازي مهد الثورة، وذلك بحضور رئيس المؤتمر الوطني العام محمد المقريف، والعديد من أعضاء الحكومة. وشهدت المدينة عروضا لسلاح الجو الليبي، إضافة إلى زوارق حربية جابت الشاطئ المقابل لساحة التحرير. وكانت السلطات الأمنية قد استبقت الاحتفالات بإجراءات أمنية مشددة، حيث تم منذ الصباح الباكر إغلاق الساحة أمام حركة المرور، كما انتشرت عشرات من عناصر أجهزة الأمن لحراسة المكان. كما حذرت السلطات من محاولات أنصار النظام السابق استغلال المناسبة لزرع الفوضى. وانتشر أفراد الأمن والجيش والثوار السابقون لتأمين المدن، حيث تعددت نقاط المراقبة، كما أغلقت السلطات حدود البلاد البرية لمدة 4 أيام وعلقت عدة رحلات جوية دولية.

وقال المقريف خلال كلمة ألقاها بالمناسبة: "إن بلاده لن تكون مرتعا ومصدرا للإرهاب وحاضنة له"، وأعلن عن مبادرة لحوار وطني من أجل الوفاق بين القوى السياسية في بلاده. وقال "المؤتمر الوطني العام سيطلق خلال الأيام المقبلة مبادرة للحوار الوطني لخلق وفاق بين مختلف التيارات السياسية الليبية". كما أعلن "إن المؤتمر سيتخذ قرارات جريئة خلال الأيام المقبلة لرفع الظلم والجور عن المرأة". وأضاف "أولى الأولويات ستكون إصدار قانون الميزانية للعام الحالي وقانون العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية، وسيعمل المؤتمر على إصدار التشريعات المهمة لهذه الحقبة وعلى رأسها قانون العزل السياسي وقانون النظام القضائي والمجتمع المدني والقوانين التي تسعى إلى الرفع من مستوى معيشة المواطن وضمان رفاهيته". وتابع "الإسلام هو دين الدولة وهو المصدر الرئيس للتشريع، ولجنة الستين التي ستعد الدستور الدائم للبلد ستضع في حسبانها ذلك ولن تقر قوانين تخالف شرع الله".