ما زال مشروع إنشاء ناد خاص بالمسنات في المنطقة الشرقية الذي يعد الأول من نوعه كفكرة وهدف، ساكنا دون حراك أو تقدم نحو التنفيذ منذ انطلاقة الفكرة قبل سنتين، حيث تقف لغة المال حجر عثرة أمام إنشاء المشروع الذي يخدم شريحة مهمة في المجتمع. وأبانت رئيسة قسم التوعية البيئية والصحية في جمعية "ود" للتكافل والتنمية الأسرية ابتسام الشيخ لـ"الوطن"، أن العمل بدأ قبل سنتين بدراسة جدوى المشروع واتضح من خلالها أن تكلفته الإجمالية تصل إلى 7 ملايين ريال، وتم جمع 75 ألف ريال حتى الآن. وأضافت أن تسويق المشروع ما زال يمر بعقبات تحول دون تحقيق الهدف منه، وقالت: المشروع يحتاج إلى دعم مستمر مثل صيانة ودفع رواتب الموظفين وحافلات نقل كبار السن وغيرها، مؤكدة على أهمية دعم الشركات وليس الأفراد فقط له كي يقف على قدميه ويرى النور.

وأوضحت الشيخ أن العمل قائم على تسويق المشروع من خلال العمل على مسارين، المسار الأول تنظيم لقاء الحكمة لسيدات المجتمع من كبيرات السن، وهو عبارة عن لقاء شهري تجتمع فيه 30 سيدة على مستوى ثقافي من سن 50 سنة إلى ما فوق لمناقشة القضايا التي تهم السيدة في هذه السن، والبحث عن الطرق السليمة لحلها من خلال الحوار والنقاش مع وجود متخصصة في نفس مجال القضية، والثاني يتضمن عمل جدول لفئات أسر الجمعية تتضمن رحلات ومحاضرات واستضافة بعض الأماكن لهن من استراحات ونواد صحية، حيث تخرجهن إلى المجتمع بروح ترفيهية ومعنويات مرتفعة.

وأوضحت أن عدد المسنات في الجمعية بلغ 162 مسنة تتراوح أعمارهن من 50 إلى 80 عاما، مشيرة إلى أن دراسة الجدوى أفرزت رغبة جامحة من قبل سيدات في سن الـ45 عاما للانضمام إلى هذا النادي.

وأكدت الشيخ على أن فكرة النادي مختلفة تماما عن فكرة قيام دور رعاية المسنين، مشيرة إلى أن النادي يعد ناديا للتجمع وللتواصل وللترفيه والتدريب ضمن ساعات معينة فقط.

وأضافت أن المشروع يسعى إلى ترسيخ عدة قيم تحفظ بها كرامة المسن وتقديره واحترامه إلى جانب تبني التوجه الإيجابي تجاه كبار السن, كون تواجد المسن بين أسرته باعتبارها البيئة الطبيعية يعد الأفضل له إلى جانب التعامل مع الشيخوخة باعتبارها مرحلة عمل وليست حالة مرضية، لافتة إلى أن خدمة كبار السن واجب وليست منة أو فضلا أو منحة.

وأوضحت الشيخ أن المشروع يهدف إلى تحسين وضع المسنات من خلال إيجاد متنفس لهن لقضاء أوقات فراغهن في الأعمال المفيدة، بالإضافة إلى إيجاد مكان مريح ومجهز بكل الوسائل التي تحتاجها المسنات وتسهيل سبل ممارستهن لهواياتهن حتى لا يشعرن بأن حياتهن توقفت عند بلوغهن سنا معينة، عطفا على إيجاد فرص للتعارف أو للالتقاء بالأصدقاء القدامى وتبادل الذكريات الجميلة في جو تسوده الألفة والسعادة، إلى جانب توفير فرص للشباب المتطوع لخدمة هذه الفئة من المجتمع، والاستفادة من خبرات المتقاعدين وتسخيرها لخدمة المسنات وملء وقت فراغهن بما يعود عليهن بالنفع علاوة على إيجاد فرصة عمل في داخل المشروع من الأسر ذات الدخل المحدود، وتمكين المسنات بحيث يصبحن قادرات على إعالة أنفسهن من خلال مساعدتهن في تسويق إنتاجهن.

مضيفة أن الفئة المستهدفة هن المسنات من الأسر ذات الدخل المحدود، لافتة إلى أن البرامج المقترح قيامها في النادي تدور في فلك الدورات المتنوعة، منها تأهيل الذات وفن التعامل والتسويق، إلى جانب تنظيم مسرحيات ترفيهية هادفة لإعطائهن الثقة بأنفسهن، وإعداد ورش عمل تدريب على الحرف اليدوية كالخياطة والرسم وخلط العطور والبخور وتنسيق الزهور، إلى جانب المشاركة في المهرجانات النوعية "يوم المسن العالمي"، "يوم المعاقين"، "يوم الصحة"، بحيث يتم تعريفهن بأهمية هذه الأسابيع والأيام ومعرفة حقوقهن، ومشاركتهن في المهرجانات والمعارض التي تقيمها الجمعية إلى جانب المشاركة في البرامج التعليمية مع وزارة التربية والتعليم لتعليم الكبيرات.

وأشارت إلى تخصيص حصص رياضية على الأجهزة أو رياضة اليوجا لصفاء الذهن وطريقة التنفس السليم إلى جانب عمل برنامج ترفيهي يتضمن رحلات وزيارات للأماكن الأثرية والمراكز الخاصة بالمسنين. يذكر أن الجمعية عمدت إلى الإعلان عن هذا المشروع في أحد شوارع الخبر كونه يخرج من رحم المشاريع الوقفية والذي تبلغ قيمة السهم فيه 500 ريال, رغبة منها في المضي قدما نحو إنشاء نادي المسنات.