مفردة "رسوم" غير محبوبة في كل مكان في العالم.. الناس تميل للخدمات المجانية.. كيف عندما ترتفع هذه الرسوم.. كيف عندما ترتفع بشكل غير مبرر وغير مقنع؟!
صحيح عندما تفرض الرسوم على بعض المرافق يتغير نوع الخدمة للأفضل.. لكن قدم لي خدمة وافرض عليها رسوما معقولة توازيها.. ضع رسوما بمقدوري كمواطن أن أدفعها.. ثق تماما أنني سأقبل بها وسأدفع برضا نفس.. لكن أن ترفع الرسوم لتصبح فوق طاقتي، ودون أن تقدم لي سببا مقنعا، فهذا يجعلني أحمل لك شعورا سلبيا.. أنت هنا تمارس نوعا من الاستغلال العلني ضدي..
تقول إحدى المدارس الخاصة في رسالتها لأولياء الأمور عقب انتهاء العام الدراسي الحالي: "الأسرة الكريمة.. نبارك لكم نجاح الابن، ونفيدكم بأن الرسوم الدراسية للعام الدراسي 1435/34 "23 ألف ريال" المرحلة المتوسطة! وهي أسعار مرتفعة بنسبة 25% عن أسعار العام الحالي!.
الأمر محير بالنسبة لي من جهتين.. الأولى من جانب الوزارة نفسها.. والأخرى من جانب مالك المدرسة.
مالك المدرسة الخاصة اليوم هو تاجر بالمقاييس كافة.. مهما كانت سيرته الذاتية متضخمة.. ومهما كانت مناصبه السابقة.. لكن هناك فرقا بين تاجر قنوع يرضى بالربح القليل.. وبين تاجر جشع لا يشبع.. لذلك يفترض بملاك المدارس الخاصة أن "يستحوا قليلا"، ويقدروا طبيعة التجارة التي يقدمونها للمجتمع.. نحن نتحدث عن تربية وتعليم ولا نتحدث عن كيلو طماطم أو كيس أرز!.
النقطة الثانية تتعلق بالوزارة ـ وزارة التربية والتعليم ـ لغة التهديد التي تمارسها كل موسم أصبحت مثل فنجان القهوة البارد.. ولم تعد تنطلي على أحد.. والكل يدرك أن الوزارة لا تملك شيئا سوى لغة التهديد.. لذلك أقترح على الوزارة أن تعلن للجمهور أسماء ملاك هذه المدارس، وتلزمهم بوضع أسمائهم على سورها الخارجي.. أفضل من أن يستغلوا حاجة الناس لتعليم نوعي ويختبئون تحت أسماء مستعارة.. حينذاك ربما يخجل هؤلاء!.