أمين عبدالعزيز قاري
من الغريب جداً أن تراجع الدول العظمى تصنيع الأسلحة النووية في الدول الإسلامية وتتناسى ما تملكه هي من تلك الأسلحة التي مازالت تطورها، مع العلم أن هناك اتفاقيات في عدم انتشار الأسلحة النووية والعمل على التخلص منها بتدميرها.. كيف لهذه الدول أن تحتفظ بها لنفسها وتجادل غيرها في تصنيعها؟
وزير الخارجية الإسرائيلي السابق ليبرمان حذر في حوار مع صحيفة روسية من استيلاء حركة طالبان على الحكم في باكستان ووقوع القنابل النووية في أيدي طالبان، منبها الصين وروسيا فضلاً عن الولايات المتحدة الأميركية إلى إمكانية ذلك وما سيترتب عليه من مخاطر.. وكعادة واشنطن التي تتحرك على إيقاع الهواجس الإسرائيلية، وقفت هيلاري كلينتون وزيرة خارجية أميركا سابقاً أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب لتعطي صورة سوداوية عن الوضع في باكستان، متحدثة عن إمكانية وقوع البلاد تحت حركة طالبان وامتلاكها للسلاح النووي، مطالبة الرئيس الباكستاني بالعمل بكل قوة من أجل الحيلولة دون ذلك.
هل من المعقول استيلاء طالبان على الحكم في باكستان لتستولي على السلاح النووي ويكون سلاحها في مواجهة العالم؟ هذه مغالطات ومبالغات ساذجة..
وإذا أردنا حصر الأسلحة النووية في العالم فإن أميركا وحدها تمتلك 2200 رأس نووي منتشرة وجاهزة للاستخدام، و500 رأس نووي تكتيكي و3500 رأس نووي احتياطي، وفي روسيا 4138، وفي الصين 250 رأسا استراتيجيا، و150 رأسا تكتيكيا، وفي فرنسا 300، وفي بريطانيا 200، وفي الهند 100، وفي باكستان 50، وفي كوريا 8، وإسرائيل التي تحاول جاهدة تدمير كل المنشآت الإسلامية والعربية تمتلك 200 رأس نووي.
ما هذا التجاهل والاستثناء من كل الدول العظمى أمام هذه الترسانة النووية التي تمتلكها هي وإسرائيل ثم تتجه الأنظار إلى كل من باكستان وإيران فقط، وتتجاهل إسرائيل وديمومة أسلحتها النووية؟ وإذا كان للدول الأعضاء الحق في امتلاك الأسلحة النووية، فلماذا السكوت على إسرائيل؟ ولماذا تمانع في السماح للطاقة الذرية بإجراء التفتيش في ظل سكوت الدول العظمى على هذا المنع؟
إن إعلان طهران قدرتها على بناء عشر محطات جديدة لتخصيب اليورانيوم كان رد فعل على إدانتها من قبل وكالة الطاقة الذرية، أليس هذا مدعاة للتوتر في منطقة الشرق الأوسط؟
إن مظاهر الفرقة بين شعوب المنطقة كانت إيران من ورائها.. أليس من الأجدر لإيران أن تحاور دول الجوار، وأن تعمل على كسب الثقة حتى تقف جميعها يداً واحدة ضد كل من تسول له نفسه المساس بالمسلمين؟ ألم يحن الأوان للجلوس على مائدة تضم إيران ودول الجوار لوضع آلية للحوار البناء بدلا من العمل على التحريض والدسائس؟