يجري حالياً في كلية الطب بجامعة الملك فيصل بالأحساء الإعداد لتسجيل براءتي اختراع لاكتشافين طبيين جديدين، أحدهما في محددات الجينات المسؤولة عن علاج الأورام، الذي سيكون له دور كبير في التشخيص المبكر للورم، وسهولة علاجه في بداياته، وذلك من خلال تلوين الخلايا السرطانية لمعرفتها، وتتبع نشاطها في الجسم، والآخر التوصل لجينات محددة في مرضى الثلاسيميا يتم من خلالها تقديم العلاج الجيني للمريض، وهو أكثر فعالية من العلاجات الأخرى، وهما حالياً في مراحل التجهيز النهائي.

وقال الأستاذ المشارك في الكلية الدكتور طارق توفيق أمين، خلال محاضرته "مهارات البحــث الطبي والابتكار" في ملتقى "الحياة الطبية .. رحلة التحدي"، إن الكلية تتعاون مع عدة جهات ذات علاقة في المملكة في هذين البحثين، وهي: كلية الطب في جامعة الدمام، ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم الطبية والأبحاث في الرياض، لافتاً إلى أن إدارة الجامعة لم تدخر وسعاً في تمويل هذين البحثين.

وأضاف أن أبرز العقبات التي واجهوها كباحثين، الإجراءات الرسمية الطويلة للوصول إلى المرضى، والاطلاع على سجلاتهم المرضية، والدخول إلى المستشفيات للالتقاء بهؤلاء المرضى، فبعض الباحثين قد يتعرضون للإحباط في طول الفترة الزمنية التي قد تستغرقها تلك الإجراءات.

وفي السياق ذاته، أشار مدير الجمعية السعودية للأحياء الدقيقة والأمراض المعدية في المنطقة الغربية، استشاري الأمراض الباطنية والمعدية الدكتور السعودي نزار باهبري "في معرض محاضرته "دراسة الطب بين العقبات والنجاحات" في الملتقى إلى أن الدراسات العلمية الميدانية الحديثة أوضحت أن 50% من طلاب الكليات الصحية يعانون من فقدان الثقة بالنفس، وبالتالي زيادة معدلات الفشل، وكذلك نسيان المعلومات الطبية، وليس لديهم طرق جيدة لحفظ المعلومات واسترجاعها، بجانب افتقادهم تنظيم الوقـت وبرامج تطوير الذات. بيد أنه ذكر أنهــم يتخرجون من الكليات الصحـية بمستويات ضعيفة في المعلومات، ونفسيات محطمة، والشــعور الدائم بأن الخريج مسؤول من شخص آخر، مؤكدا أن أكبر عقبة يواجهها الطبيب في مراحله الأولى العملية اعتماده على الآخرين في آرائه الطبية، وتخوفه من أخذ قرار علاج المريض بنفسه، لأنه فاقد للثقة في نفسه، وبالتالي يصبح هذا الطبيب "محولاً" فقط لأطباء ومراكز طبية أخرى.