تنفست أسرة المواطن يحيى خماش عسيري الصعداء وهي تتلقى اتصال عضو لجنة إصلاح ذات البين بإمارة منطقة مكة المكرمة عندما زف نبأ تنازل أهل الدم عن ابنهم وهو ما وصفة والدهم الستيني بأنه "أعاد الحياة والسرور لبيتهم بعد 29 شهراً من البكاء والحزن" تحت هاجس القصاص الذي ينتظر ابنهم. وتعود تفاصيل الحادثة إلى 21 من شوال العام قبل الماضي، حينما أقدم محمد يحيى عسيري 30 عاما على قتل جاره حسين جاح مالي الجنسية الذي يعمل بائعاً ببقالة داخل حارة شعبية بحي الرصيفة بمكة المكرمة برصاصة مسدس استقرت في قلب المجني عليه بعد تعرض الجاني لحالة نفسية وفق تقارير طبية مما جعل سكان الحي يستقبلون ذلك المساء بفاجعة هزت الحي فيما تدخلت الجهات الأمنية لتلقي القبض على الجاني.

وكانت لجنة إصلاح ذات البين التابعة لإمارة منطقة مكة المكرمة، قد وفقت في تحقيق العفو بعد عدة جلسات بدأت من تاريخ استقبال القضية واتصلت بأهل الدم ومنهم زوجة المجني عليه لمى أحمد مالية الجنسية حيث وافقت على التنازل طلباً للأجر ثم لشفاعة أمير منطقة مكة المكرمة ورئيس مجلس إدارة لجنة إصلاح ذات البين الأمير خالد الفيصل، وعلى عوض تم التراضي عليه ومقداره مليون ريال دفع منها 100 ألف ريال نقداً على أن يدفع الباقي خلال عام من تاريخ توقيع محضر التنازل.

من جانبه، كشف يحيى عسيري والد الجاني أن العفو حفظ علاقة 40 عاماً بين أسرته وأسرة المجني عليه رغم الحادثة المفجعة وذلك لإدراك أسرة المجني عليه أن قاتل والدهم يعاني من حالة نفسية من قبل الحادثة بأكثر من 5 سنوات وفق تقارير طبية تفيد بعجز الدماغ بنسبة 70% حيث يصرف له العلاج من مستشفى الصحة النفسية ويستلم مخصصا ماليا من الضمان الاجتماعي، رافعا أكف الضراعة للمولى عز وجل أن يحفظ ولاة أمر الوطن الذين يسعون بوجاهتهم لدى أهل الدم لتحقيق التنازل. وعبر الرئيس التنفيذي للجنة الدكتور ناصر بن مسفر الزهراني، عن امتنانه وتقديره وشكره لأمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل على دعمه أعمال اللجنة وحرصه الدائم على سير أعمالها في تحقيق الأمن وجمع شمل الأسر وحماية المجتمع من عوامل التفكك.