لفت انتباهي سؤال في موقع "إجابات قوقل" نصه: هل يمكن لوافد على الرياض العيش والسكن بأريحية براتب يعادل 4000 ريال؟
كانت معظم الإجابات تؤكد صعوبة ذلك، وأخرى ترى إمكانية ذلك إذا توفر السكن بمشاركة آخرين. بقية الإجابات بدلالاتها يمكنكم الاطلاع عليها بعد كتابة السؤال نفسه في محرك البحث قوقل.
حسناً، تعالوا معي لهذه الحقيقة المؤلمة: تقول "جمعية المتقاعدين" إن 20% من المتقاعدين السعوديين يتقاضون رواتب تقل عن 2000 ريال، فيما تشير أرقام "مؤسسة التقاعد" إلى أن إجمالي أعدادهم يتجاوز الـ570 ألفا.
من أبسط حقوق المتقاعدين، الذين تعرّفهم "المؤسسة" بأنهم فئة عريضة من المجتمع قامت بتأدية دورها في خدمة هذا الوطن المعطاء؛ أن يعيشوا ما تبقى من حياتهم معززين مكرمين، لا تدفعهم الحاجة للبحث عن العمل من جديد.
المؤلم حقاً، أن نحو 70% من المتقاعدين يضطرون فعليا للبحث عن عمل لتأمين حياة كريمة لهم، فيما 65% لا يملكون السكن، وفقا لدراسة نشرتها صحيفة "اليوم" مؤخراً.
سؤالي الذي أضعه هنا وليس في قوقل: هل تتوقعون أنهم يتشاركون السكن مع أقربائهم؟ أم يسكنون في غرفة ضمن شقة كبيرة يسكن بها متقاعدون آخرون؟ ولن أنتظر الإجابة من محافظ مؤسسة التقاعد.
منذ أعوام تتكرر مطالبات رفع الحد الأدنى لرواتب المتقاعدين لـ4000 ريال، ذات المبلغ الذي يتساءل عنه "الوافد". وتتكرر أيضاً المطالبة بإقرار علاوة سنوية تضاف إلى الراتب التقاعدي الذي يتآكل بفعل ارتفاع تكاليف المعيشة. وكل ذلك يقابل بتجاهل وصمت!
أقرب تفسير لتجاهل "مؤسسة التقاعد" لهذه المطالب، هو عجزها مالياً عن تلبيتها، ما يكشف فشلها في إدارة واستثمار مدخرات المتقاعدين.
مخجل أن يتواصل تجاهل "مؤسسة التقاعد" لاحتياجات هذه الفئة الكريمة، التي تستحق الوفاء نظير ما قدمته للوطن، ومخجل أكثر أن يضطرهم ضيق الحال للبحث عن عمل بعد التقاعد!