عاد المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل إلى نقطة البداية، وأعاد القضية الفلسطينية، بعد أن أصبحت قضية فلسطينية فقط، وليست قضية كل العرب، إلى محطة من محطات المحاولات التي عملت واشنطن على ترسيخها في عقل وضمير المفاوض الفلسطيني، الذي بدأ يفكر في فلسطينيته قبل أي شيء آخر.
هذه النظرة القطرية أرستها اتفاقات أوسلو التي كان الرئيس محمود عباس عرابها، وتداعيات تلك الاتفاقيات على الشارع العربي بشكل عام.
مرت المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية بمحطات كثيرة، ولم تستطع الخروج بنتائج ترضي على الأقل الطرف الفلسطيني، لأن الطرف الإسرائيلي هو من عليه التنازل، كونه المحتل والمقتدر. وربما كانت مفاوضات كامب ديفيد في عهد الرئيس بيل كلينتون والرئيس المرحوم أبو عمار، هي المفاوضات التي كان يمكن أن يبنى عليها، إلا أنها سقطت كما سقط قبلها، وكما سيسقط بعدها الكثير من المقترحات التي لم تقنع المسؤول الفلسطيني، بكيفية إقناع الشعب الفلسطيني بهذا الكم من التنازلات المطلوبة منه، مقابل سلطة لا مستقبل لها.
في الدفاتر الأمريكية القديمة الكثير مما يمكن العودة إليه. اللجنة الرباعية الدولية وبعض قراراتها يمكنها أن تكون مادة لتضييع بعض الوقت، فأعاد ميتشل طرحها بعد أن فشلت الطروحات الأمريكية الخاصة، لتصطدم في مرحلة ما بتعنت إسرائيلي جديد، وهكذا ...