بعد 7 سنوات و7 أشهر، أنهى جمال يحيى الغروي، آخر المعتقلين السعوديين العائدين من العراق، قصة معاناة في السجون العراقية، والتي تعرض خلالها لعمليات تعذيب.
وأكد الغروي، الذي توقف في مطار أبو ظبي لساعات قبل مواصلة طريقه إلى المملكة، في اتصال هاتفي مع "الوطن" أن روايات التعذيب التي تبث عنهم رغم حقيقتها، إلا أن ضررها أكبر من نفعها، إذ يشير إلى تزايد وتيرة الاعتداءات مع كل تصعيد إعلامي في هذا الاتجاه، فيما شدد على أن كثيرا من المعتقلين منزوعة حقوقهم بالكامل.
وأشار إلى أن حديث المعتقلين العائدين من العراق عن تعرضهم للتعذيب يضر بمن تبقى من معتقلين هناك حيث يزداد التعذيب على المعذبين، ويذوق غيرهم ممن لم يسبق أن تعرضوا للتعذيب من الكأس المر ذاته.
ويتذكر الغروي خلال حديثه السجون الستة التي مر بها خلال السنوات السبع العجاف التي قضاها خلف الأسوار بتهمة الدخول للأراضي العراقية بطريقة غير نظامية، حيث قبض عليه في الموصل من قبل القوات الأميركية والتي نقلته بدورها إلى سجن أبو غريب (سيئ السمعة) فظل معتقلا فيه سنة ونصف السنة حتى أغلق.
بعد ذلك، نقل الغروي إلى سجن المطار (كروبر) بعد افتتاحه وظل فيه لمدة أسابيع، قبل أن يتم إيداعه في سجن بادوش الذي قضى فيه 7 أشهر قبل أن ينقل إلى سجن سوسه بالسليمانية حتى أكمل محكوميته الـ10 سنوات حيث لم تتبق إلا سنتان لحسن سيرته ثم تم تسفيره إلى الرصافة الثانية للمفرج عنهم ثم إلى الإقامة التي تم تسفيره منها.
وقال الغروي "إن الكلام عن التعذيب لا يفيد بل يضر، وإخواننا تعرضوا للإعدام وهو أكثر من التعذيب"، مبينا أنه لا بد من تحرك عملي حتى تتم استعادة المعتقلين السعوديين هناك.
وذكر الغروي أن السجون تختلف من حيث التعامل مع المعتقلين، مبينا أن هناك سجونا يكون فيها التعذيب قويا مثل التاجي حيث يفاجأ المعتقلون بدخول القوات الخاصة عليهم وضربهم بالعصي".
وكان القائم بالأعمال السعودي في الأردن الدكتور حمد الهاجري قد كشف في وقت سابق لـ"الوطن" اعتزام وفد من السفارة السعودية بالأردن زيارة المعتقلين السعوديين في السجون العراقية خلال الفترة المقبلة.
يذكر أن نائب السفير العراقي الدكتور معد العبيدي كشف خلال لقاء سابق أن عدد السجناء السعوديين الموجودين في السجون العراقية 61 سجينا، وأن 90% منهم حكم عليهم بارتكاب أعمال إرهابية، مبينا أن السفارة العراقية بالرياض قدمت طلبا منذ شهرين ونصف الشهر لتمكينها من زيارة السجناء السعوديين في السجون العراقية، ولكن لم يتم الرد حتى الآن. وقال إنه منذ خمس سنوات قضاها في السفارة العراقية بالرياض لم يقم بزيارة السجناء السعوديين سوى مرة واحدة فقط، مبيّنا أن عدد السجناء العراقيين في السجون السعودية 111 سجينا.