سمعت عنه ككاتب قصة ثم عرفت بعدها أنه ضابط متميز. لم تكن لي علاقة مباشرة به إلا حين اتصل بي ضمن شعراء كثيرين للمشاركة بكتابة أوبريت في احتفالات منطقة جازان بزيارة الملك عبدالله، حيث كان هو المسؤول عن لجنة الاحتفال الرئيسي.
استفدت كثيرا من اقتراحاته وأفكاره وكان الاتصال بيننا كل ليلة تقريبا، وفي كل مرة نبدأ هادئين وننهي المكالمة غاضبين، وحين يتصل بي في الليلة التالية أتفاجأ أنه نسي كل انفعالنا وغضبنا البارحة، فتعودنا على ذلك.
أبو محمد لا يوارب أبداً في إبداء رأيه بلغة مهذبة واضحة لا لبس فيها لا ليضايق أحدا بل ليقول رأيه بصدق، وكل أصدقائه وزملائه يعرفون هذا عنه ويعرفون أنه ينسى كل اختلاف مهما كان حادّاً بمجرد أن يتغير الموضوع.
وعدني أن يقبل رأسي لو نجح الحفل، لم نلتق بعد نهاية الاحتفالات، وشرعت أنشر مذكرات عن سلبيات وإيجابيات احتفالات جازان، فاتصل بي ينصحني أن أؤجل الكتابة لوقت آخر فالفرصة الآن هي للناس ليفرحوا، غضبت من نصيحته وصرخت بصوت عال: يا أخي أنا لست عسكريا عندك لتأمرني فأطيع. ضحك وقال في هدوء: هي نصيحة لك قبولها أو رفضها بلا صراخ!.
بعد أسابيع التقينا مع زملاء كثيرين في جمعية الملك فهد الخيرية، احتضنني وأصر أن يقبل رأسي وفاء بوعده. وفي الواقع أنه هو من يستحق أن يقبل الجميع رأسه جزاء ما قدمه في تلك الاحتفالات.
إبراهيم لا يحب الأضواء، قلت له أنت تظلم نفسك فقال: ما ذا تريدني أن أقول، الرأي للناس.
وهو إلى ذلك استراتيجي موهوب يعرف مهام مهنته وأهدافها، ويعرف كيف يسعى في تحقيقها بإتقان وهدوء وأناقة.
ينغمس في شغله وينسى إجازاته، وقد يفاجئك باتصال لا يطلب إلا أحاديث أدب وشعر، يصنع بها لنفسه فسحة شاردة.
أنصح زملاءه ومساعديه الجدد في الإدارة العامة للسجون ألا يسألوا عنه ولا يأخذوا عنه تصورات مسبقة، فسعادة مديرهم العام الجديد يقدم نفسه بوضوح في أول لقاء، ويبقى دائما كذلك، وطنيا مخلصا وعسكريا متمرسا، نظيف القلب واليد واللسان.