في الوقت الذي يقترب فيه الشاعر والروائي عبدالله ثابت من إصدار كتابه الجديد "ميّالٌ.. رجال بباب القبو"، يؤكد أن الكتابة مصيره وقدره، وقال "أما كيف يتعامل معها الآخر، وكيف يقرؤها فهذا يعتمد على القارئ نفسه"، مشيرا إلى أن احتكار الحقيقة اعتداء على الآخرين.
وبين ثابت متحدثا إلى " الوطن" أنه حين يقرأ كتابا ما فإنه يفصل بين النص وكاتبه، "الإنسان مجموعة من التداعيات، والكتابة هي لحظة الحمى في داخله، فمن الظلم محاكمة تاريخ إنسان بكل سلوكياته في هذه اللحظة حينما يعبر أو يخطئ. المحو أخطر من الكتابة، إذا كان الإنسان يمحو ما يكتبه لأجل إنسان ما، فإنه يلغي شخصيته".
ثابت استعرض تجربته بدءا من كتاب "الهتك"، مرورا بكتاب حرام، الذي قال عنه "الحرام الذي أقصده في هذا الكتاب هو المقدس الجمالي بأي شكل كان، فالحرام لا يعني البعد الديني فقط"، بعد ذلك جاء على روايته الأكثر شهرة "الإرهابي 20"، ذاكرا أنه كتبها عام 1999، لكنه بعد استشارة عدد من الأصدقاء هدم العمل وأعاد كتابته، حتى أصدره عام 2006، مؤكدا أنها رواية سجلت تجربة جيل وأكثر، ممّن تعرضوا للاختطاف الفكري والتجنيد الإيديولوجي، موضحا بقوله : " الإرهابي 20 لا ترفع سيفا في وجه أحد، لم تتعلق بأحداث 11 سبتمبر بالذات، لأنها لم تذكر الأحداث في كل الرواية إلا في صفحتين أو ربما ثلاث فقط.
ثابت اندهش من فرية أن هناك من يكتب له كتبه ورواياته، التي أثارتها إحدى الباحثات في آخر ظهور لثابت بنادي تبوك الأدبي قبل أسبوعين، بقولها إنها تواصلت مع أحد الروائيين أثناء كتابتها لبحث يتعلق بالإرهاب، وأخبرها أن هناك من يكتب لعبدالله ثابت، وليس هو من كتب "الإهاربي 20".. وتساءل ثابت بسخرية "لدي7 كتب، فهل لدي وكالة أجمع فيها الكتّاب، وأتحدث معهم كي يكتبوا هذا ويتركوا ذاك؟ الكتابة ينبغي أن تكون صادقة لتكون حقيقية"، واكتفى بقوله "الكاتب ليس مسؤولا عن تعاطي القراء مع ما يكتبه".
وحول التحولات التي مرت به خلال حياته، أكد ثابت أن انتقال الإنسان من فكرة إلى فكرة لا يعني أنه مخطئ، "أنا أقيم علاقتي مع الله بالطريقة التي أراها صحيحة"، مضيفا أن احتكار الحقيقة من قبل بعض الأشخاص أو الفئات، وتقسيم الناس إلى تيارات، وتصنيفهم فيه اعتداء على الآخرين.
وعن تجربة الرواية السعودية ذهب ثابت إلى أن الزمن وحده هو القادر على إبقاء الروايات الجيدة من الهشة، وهو خير مقيّم، مشددا على أن الرواية السعودية لم يعد بالإمكان تجاهلها في الوطن العربي، بعدما كانت في الهامش، بعمد أو عن غير عمد، وقال "في الوقت الحالي الرواية السعودية لم تعد مجرد حاضرة في الوطن العربي فحسب، بل ومنافسة".