سيطر مقاتلو المعارضة أمس على مطار الجراح العسكري بمحافظة حلب شمال البلاد، فيما شنوا هجوما واسعا على مطار حلب المدني ومطار النيبر العسكري، تزامنا مع محاصرة مدينة دير الزور تمهيدا لتحرير المحافظة بالكامل. وتمكن المقاتلون من السيطرة على قاعدة الجراح ومصادرة طائرات حربية وذخيرة، حسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان. وهي المرة الأولى التي تسقط فيها طائرات حربية من طراز "ميج" في أيدي المعارضة منذ بدء النزاع في منتصف مارس 2011.

وكان المعارضون استولوا قبل فترة على مطار مرج السلطان العسكري الصغير بريف دمشق ولم تكن توجد فيه إلا طائرتان أو ثلاث خارج الخدمة. كما استولوا على مطار تفتناز العسكري بمحافظة إدلب في 11 يناير الماضي، وكان يضم مروحيات معظمها دمرت أو أصبحت خارج الخدمة نتيجة المعارك.

وقال المرصد إن الاشتباكات داخل مطار الجراح أسفرت "عن استشهاد خمسة مقاتلين وإصابة مقاتلين آخرين وقتل وجرح وأسر نحو 40 من عناصر القوات النظامية".

وأشار مدير المرصد رامي عبد الرحمن إلى أن القوات النظامية التي كانت بالمطار "انسحبت تاركة وراءها عددا من الطائرات وكميات كبيرة من الذخيرة". وأظهر شريط مصور طائرات حربية متوقفة على أرض المطار قرب المدرج بعضها مرقط. كما شوهدت طائرتان من طراز ميج متوقفتين في عنبر وتحمل إحداهما الرقم 2079، بينما بدت طائرة ثالثة مغطاة كليا متوقفة في عنبر آخر.

كما أظهرت الصور صناديق عدة من الذخيرة. وجاء الاستيلاء على المطار غداة دخول مقاتلين مدينة الطبقة القريبة في محافظة الرقة. من جهة أخرى، أعلنت كتائب مقاتلة أمس "بدء هجوم واسع فجرا على مطار حلب المدني ومطار النيرب العسكري"، وأنها تستخدم في الهجوم "الدبابات والآليات الثقيلة ومدافع الهاون".

في غضون ذلك، قال قائد بالمعارضة المسلحة إن المسلحين يشنون عملية كبيرة للسيطرة على مدينة دير الزور الاستراتيجية بشرق سورية بعد طرد القوات الحكومية من المناطق النفطية المحيطة بها. وإذا نجح المسلحون في ذلك فسيسيطرون على محافظة كاملة لأول مرة. وأوضح إبراهيم أبو بكر قائد لواء القادسية القوي إن قواته ومعها إسلاميون من جبهة النصرة ومقاتلون عرب حاصروا دير الزور من الجهات الأربع في إطار العملية، مشيرا إلى أن الريف حرر ولا يتبقى بمحافظة دير الزور سوى المدينة نفسها. وتمتد دير الزور من الحدود الجنوبية مع العراق بمحاذاة نهر الفرات باتجاه الشمال وتسكنها قبائل مسلمة سنية تدعم المعارضة السورية المسلحة.

وحول حادث التفجير على حدود تركيا، أفاد رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان أمس أن الانفجار الذي وقع الاثنين على مركز حدودي بين تركيا وسورية هو اعتداء ناتج عن تفجير سيارة مفخخة. وقال أمام البرلمان إن "سيارة مفخخة" كانت سبب الانفجار القوي الذي وقع على معبر جيلوه غوزو الحدودي التركي جنوب شرق، على طول المنطقة العازلة التي تفصله عن معبر باب الهوى الحدودي السوري، مشيرا إلى أن حصيلة الهجوم ارتفعت إلى 14 قتيلا مع وفاة جريح متأثرا بإصابته في المستشفى، وهم 11 سوريا وثلاثة أتراك. وشدد رئيس الحكومة التركية على أن بلاده "ستتخذ بدون تردد الإجراءات اللازمة" حين تتضح "ملابسات هذا الاعتداء بالكامل".