دانت الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي وروسيا والصين التفجير النووي الجديد الذي أقدمت عليه كوريا الشمالية، مطالبة سلطات بيونج يانج بوضع حد لمثل هذه الأعمال الاستفزازية. وكانت كوريا الشمالية أكدت أمس أنها أجرت ثالثة تجربة نووية ناجحة، وقالت إنها استخدمت عبوة متناهية الصغر لكن لها قوة تفجيرية أكبر من التجربتين السابقتين اللتين أجرتهما في 2006 و2009.
وسيعقد مجلس الأمن اجتماعا طارئا بشأن كوريا الشمالية في وقت لاحق لفرض مزيد من العقوبات على بيونج يانج. وقال الرئيس الأميركي باراك أوباما إن أحدث تجربة نووية أجرتها كوريا الشمالية "تصرف استفزازي يضر باستقرار المنطقة"، ووصف البرنامج النووي بأنه تهديد لأمن الولايات المتحدة وحلفائها وللأمن الدولي. وأضاف "الخطر الذي تمثله الأنشطة الخطيرة الكورية الشمالية مبرر لاتخاذ المجتمع الدولي مزيدا من الإجراءات السريعة والموثوق بها. الولايات المتحدة مستمرة أيضا في اتخاذ الخطوات اللازمة للدفاع عن نفسها وعن حلفائها".
وأدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون التجربة النووية لكوريا الشمالية، وقال إنها "مؤسفة".
وأعلنت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية أن وزير الخارجية كيم سونج هوان أجرى اتصالاً هاتفيًا بنظيره الأميركي جون كيري اتفقا على إثره على اتخاذ إجراء سريع وموحد في مجلس الأمن.
وقالت الممثلة العليا للسياسة الخارجية الأوروبية كآثرين أشتون" إن التفجير يمثل خرقا لنظام الحد من الانتشار النووي، وإخلالا بالتزامات كوريا الشمالية على الصعيد الدولي، وتهديدا للأمن والاستقرار في مجمل شبه الجزيرة الكورية". وأكدت أن المجموعة الدولية مقرة العزم على تقديم الرد المناسب والقوي عن هذه الأعمال. وقال الأطلسي "إن هذا العمل غير المسؤول الذي يضاف إلى عملية إطلاق الصواريخ في ديسمبر الماضي، يشكل تهديدا خطيرا للأمن الدولي والإقليمي والسلام والاستقرار، وإن مساعي كوريا الشمالية لامتلاك أسلحة الدمار الشامل تمثل تحديا لمجلس الأمن والمجتمع الدولي بأسره". وفي موسكو قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن التجربة النووية التي قامت بها كوريا الشمالية الثلاثاء يجب أن تحظى بـ"رد مناسب" من قبل مجلس الأمن". وقال مصدر بوزارة الخارجية الروسية إن روسيا "تدين هذه الممارسات من جانب كوريا الشمالية وتعتبرها انتهاكا لقرار مجلس الأمن ". ودعا وزير الخارجية البريطاني وليام هيج إلى "رد قوي" من مجلس الأمن. وقال "إنني أدين بشدة هذا العمل الذي ينتهك القرارات 1718 و1874 و2087 لمجلس الأمن الدولي". وأكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أن "فرنسا ستدعم تحركا صارما في مجلس الأمن الدولي". وأكدت الصين موقفها الحازم المؤيد لنزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية، وحثت بيونج يانج على "عدم القيام بأي عمل من شأنه أن يفاقم الوضع" ودعت إلى استئناف المباحثات السداسية المتعثرة حول البرنامج النووي الكوري الشمالي. وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان باراست "نعتقد أن علينا أن نصل لمرحلة لا يملك فيها أي بلد أي أسلحة نووية، لابد من تدمير كل أسلحة الدمار الشامل والأسلحة النووية".