لا تكتفي مدينة الجبيل الصناعية بما حققته من مكانة عالمية في مجال نموذجية المدن في كافة الجوانب، وهو ما برهنته الجوائز العالمية التي حصدتها المدينة عليها في مجالات الإستثمار والبيئة وتخضير المدن والترفيه، بل تستمرعلى نهجها المميز في عمليات التطوير في مختلف الجوانب، فيما تغرق جارتها الجبيل البلد في مشاكل الحفر والصرف ونقص المياه.

وتنفذ المدينة حاليا مراكز ترفيهية ورياضية، وكذلك تضع لمسات جميلة، أعطت المدينة بريقا لمداخل الأحياء، تمثلت في تصاميم جديدة لهذه المداخل في كافة أنحائها، حيث غيرت شكل الأرصفة وأزالت الأشجار الحاجبة للرؤية، ووضعت مكانها أرصفة ومجسمات جميلة ورائعة أعطت رونقا جميلا لمداخل الأحياء على غرار مدن عالمية. في المقابل، وعلى بعد 10 كيلو مترات تقبع الجارة الخجولة "الجبيل البلد" في دوامة المشاكل الخدمية والمجتمعية، إذ إن المحافظة تشكو من إهمال واضح كما يقول قاطنوها.

ولا يقتصر عوامل نجاح الجبيل الصناعية في استمرارها كمدينة متحضرة ونموذجية بسبب اهتمام مسؤوليها في التنفيذ والمتابعة الصارمة ولكن أيضا إيمانها بمنهج إشراك المجتمع في تقييم الخدمات والمحافظة عليها من خلال الأعمال التطوعية والتوعية التي تدعو إليها بشكل دوري ومستمر مثل تنظيف الأحياء والشواطئ والمتنزهات، حيث أوجدت ثقافة التوعية في التعامل مع الممتلكات والمرافق العامة. في هذا السياق، يقول عبدالعزيز الزهراني من سكان الجبيل البلد، إنه لا يمكن مقارنة الجبيل البلد بالصناعية، إذ إن مشاكل الجبيل البلد معروفة وتتمثل في نقص المتنزهات والحدائق العامة، إلى جانب المشكلة الكبيرة التي تعاني منها والمتمثلة في نقص المياه، حيث تشهد انقطاعات متكررة للمياه، وهو ما يدفع بالسكان إلى حمل عبوات فارغة لتعبئتها بالمياه، في ظل الارتفاع الحاد بأسعار الوايتات.

وهنا يؤكد عضو المجلس المحلي لمحافظة الجبيل فضل البوعينين، أن هناك فرقا شاسعا بين الجبيل البلد والأخرى الصناعية، وأنه من غير العدل أن تكون هناك نسبة مقارنة، موضحا أن البلد تحتاج إلى "فزعة" للارتقاء بها وخاصة فيما يتعلق بالنواحي الخدمية والبلدية، مشيرا إلى أنه في الوقت الذي يزداد فيه صيت وسمعة الجارة الصناعية من يوم لآخر وتحقق الإنجازات المتتالية، إلا أن الجبيل البلد تعيش في مشاكل الصرف الصحي وحفريات الشوارع ومشاكل العمالة السائبة ونقص المياه.

ويشير البوعينين إلى أن هنالك اهتماما من محافظة الجبيل للتطوير، لكن المشكلة كانت من بداية تأسيس وبناء المحافظة وافتقارها لمشاريع صرف وبنية تحتية منظمة، كما أن بعض المخططات الجديدة لم تستفد من أخطاء الماضي، حيث تعاني من نفس المشاكل.