هناك أناس سلبيون تجاه ما يدور حولهم.. لو "احترقت" البلد لا يهمه شيء سوى أطراف ثوبه.. هل وصلتها النار أم لا!
من هنا أنظر بإعجاب للإنسان ذي الحس الأمني المرتفع أياً كان جنسه، وأياً كانت جنسيته.. الشهر الماضي نقلت المواقع الإلكترونية أن مواطنة أميركية أبلغت FBI عن سعودي يسكن بجوارها، خرج من منزله وفي يده "قدر ضغط" كبير الحجم ولونه رصاصي، ويشبه الأداة التي استخدمت في تفجيري ماراثون بوسطن!
البلاغ دفع الشرطة لمحاصرة المنزل وتفتيشه والتحقيق مع السعودي.. "كبست الشرطة عليه" - كما يقول المصريون - وكانت خوش "كبسة"!
استشهدت بالحس الأمني المرتفع لدى المواطنة الأميركية، رغم أنني لست حفياً بالوقائع التي تصلنا من الخارج.. أصبحت أميل خلال السنة الأخيرة للاستدلال بالمواقف الإيجابية التي تحدث في مجتمعنا..
أمس قرأت أن مواطناً سعودياً في إحدى المناطق استطاع بحسه الأمني أن يرشد الشرطة إلى اثنين من اللصوص حاولا القيام بسرقة أحد المحلات.. أحد اللصوص كان يرتدي لباساً عسكرياً؛ إلا أن هذه الحيلة لم تنطل على المواطن اليقظ.. الأسبوع الماضي استطاع مواطن آخر كشف أحد الجناة الذين كانوا يوزعون عملات مزيفة وتمكن بمساعدة الشرطة من القبض عليه.
حرص المواطن والمقيم سيحد من جرائم كثيرة.. حتى اللصوص والمجرمون حينما يدركون أنهم يعيشون في مجتمع يقظ ستضيق عليهم الدائرة..
من هنا يجب أن نعترف بأن بيننا أناسا - مواطنين وغيرهم - غير عابئين بأمن هذا البلد.. وأن بيننا من فقد شعوره تجاه أمن بلاده.. وأن بيننا سلبيين.. وأن بيننا اتكاليين.. وأن بيننا انتهازيين.. لابد أن نبادر إلى نشر ثقافة المسؤولية الاجتماعية بشكل واسع.. في هذا الوقت بالذات يجب أن يكون أمن الوطن قبل كل شيء.