نفى عضو الاتحاد السعودي لكرة القدم، عدنان المعيبد، أن يكون هناك أي تدخل مباشر في قرارات وعمل الاتحاد، كاشفا عن تلقي ميزانية الاتحاد دعما مضاعفا من الرئاسة العامة لرعاية الشباب وصل إلى 31 مليون ريال، مبينا أنهم يدينون بالفضل بعد الله للأمير نواف بن فيصل بما قدمه ويقدمه من دعم مباشر في كل اتجاه، معترفا أن أمامهم مهمة كبيرة خلال الأربع سنوات المقبلة.
وأشاد المعيبد في حواره مع "الوطن" بالخطوة الإيجابية للمنتخب السعودي بفوزه على نظيره الصيني، وتطرق إلى تعيين الجهاز الفني الجديد بقيادة الإسباني لوبيز وما صاحبها من "لغط"، وإلى توجه الاتحاد الحالي بشأن ترشيح الدكتور حافظ المدلج لرئاسة الاتحاد الآسيوي للعبة.
كل هذه الحكايات تتابعونها في السطور التالية:
هل ترى فعلا أن هناك ردة فعل مبالغ بها لما تحقق أمام الصين؟
أبدا.. كانت فرحة طبيعية جدا عندما يتحقق انتصار مماثل على منتخب قوي، خاصة بعد سنوات من الشعور بالإحباط بسبب تراجع أداء المنتخبات السعودية ونتائجها وتصنيف "الأخضر" السيئ دوليا.. الناس حزنت كثيرا طوال سنوات ومن حقها أن تفرح.
صفوف "الأخضر" شهدت حضور أسماء شابة، هل تعدون الأمر إنجازا بالنسبة لكم كاتحاد كرة؟
دون شك، نحن اليوم حققنا رغبة فنية كانت الجماهير الواعية والمختصون بالرياضة يطالبون بها، الجميع كان ينادي بالتجديد في خارطة المنتخب، واليوم نجد صفوفه تزخر بشبان صغار السن وتدريجيا سيأخذون مواقعهم.. الآن خطونا خطوة بتكوين فريق شاب تعززه عناصر خبرة ممتازة، بل حتى تلك الأسماء الشابة تملك شيئا من الخبرة بتمثيلها المنتخبات السنية منذ سنوات ومشاركتها في منافسات دولية أبرزها نهائيات كأس العالم للشباب، وبعضهم لعب فعليا ما بين 40-50 مباراة دولية وهم في سن الـ19 أو الـ20، وأن يكون لديك في المنتخب الأول لاعبون صغار في السن ويملكون الخبرة فهذا أمر ممتاز للغاية.
هل تشعرون بتضاعف مسؤوليتكم بعد هذه الفرحة؟
الشعور بالمسؤولية ليس أمرا مفاجئا، أمامنا عمل كبير، وأيضا الجهاز الفني ونحتاج مزيدا من الوقت وتسجيل نتائج إيجابية.. كانت فقط خطوة ناجحة للأمام مع اللاعبين والجهاز الفني وأيضا الدعم الإعلامي الذي حظي به المنتخب خلال الفترة الماضية، اليوم نتحدث عن نفس جديد يتمثل في ثقة الجماهير بقدرة منتخبهم على إعادة نفسه.
تردد أخيرا مضاعفة الرئيس العام، الأمير نواف بن فيصل، لميزانية اتحاد الكرة من 18 مليون إلى 31 مليون ريال؟
تلقينا دعما من الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وبالفعل المبلغ تضاعف، ونحن ندين بذلك للأمير نواف الذي قدم دعمه المباشر في كل اتجاه، دعمنا في تكوين الجمعية العمومية ودعم الانتخابات بكل قوة وتدخل في تمرير النظام الأساسي بعد التعديل مع "فيفا"، وبارك كل خطواتنا وتوجهاتنا المستقبلية، ودائما نحتاج لدعمه ووقفاته.. نحن أمام مهمة كبيرة نتمنى تجاوزها وأن ننجح خلال فترة الأربع سنوات.
هل ستمنحكم الميزانية الجديدة قدرة كبيرة على التحرك مستقبلا؟
بالطبع، لكن هذا المبلغ لا يكفي كميزانية لاتحاد القدم، لدينا برامج ضخمة ومنتخبات عدة ومشاركات وإعداد ونقلة نوعية في عملنا.. هناك مبالغ مالية تأتي من مصادر أخرى وهذا جزء من الاحتياج، لكن الجزء الأكبر سيكون من خلال تسويق نشاطات الاتحاد، هناك مسابقات ليس لها راع رسمي مثل دوري الأمير فيصل وكأس الملك وكأس السوبر وكأس ولي العهد، سنسعى لتسويقها وإدخال مبالغ إضافية لخزينة الاتحاد، وبالطبع رعاية الدوري والنقل التلفزيوني جزء من هذا الدخل وهو مؤثر، نحن بحاجة لكل تلك المبالغ لتسيير أمورنا وبرامجنا.
هناك من يغمز بوجود تدخل مباشر في عملكم؟
أبدا لا يوجد أي تدخل، أعتقد أن من يروج لهذه الأقاويل استندوا إلى قضية عقد ريكارد في الفترة الماضية، بينما من كان معنيا بهذا الموضوع هم الرئاسة العامة والاتحاد السابق وأيضا إدارة المنتخبات السابقة، وكان من يرأس الاتحاد السابق الأمير نواف بن فيصل وهو تحدث بإسهاب وتفصيل كامل عن الموضوع، وإن كانت هذه التصريحات المتكررة حول الشرط الجزائي وعقد ريكارد فهمت بأنها تدخل بشكل مباشر في عمل الاتحاد فهذا كلام غير صحيح، أؤكد لك أن اجتماعاتنا تحمل كثيرا من الشفافية ونتناقش معا في كافة الأمور، والاتحاد يضم أكاديميين وخبراء عملوا في الرياضة مع أندية ومنتخبات وأتصور أن هذه المجموعة ليست بحاجة لأي تدخلات.
ماذا عن الخلط الذي حدث في تسمية مدرب المنتخب الجديد؟
ربما نحن لم نجب بوضوح في هذا الجانب فأصبح هناك لغط، دعني أوضح الآن أن فريق العمل القائم على المنتخب وبعد اتخاذ القرار في مجلس الإدارة رأى أنه من الأفضل أن يكون هناك مدير فني ومدرب، ورأى أن خبرة لوبيز كمستشار للمنتخبات السنية وخبرته في كرة القدم ومجال قيادة المنتخبات أكثر بكثير من خبرة سيرجيو، ورأينا أنه بدلا من أن يظل مستشارا سلمناه الإدارة الفنية كمدير فني ومنحناه كامل الصلاحيات ليكون مشرفا على المنتخب بينما يكون سيرجيو مدربا بعد أن كان مدربا لمنتخب تحت 17 سنة، وعلى النمط الأوروبي المدير الفني هو المعني بكل الأمور الخاصة بالمنتخب.. ربما فسر البعض هذا الموضوع على أنه حدث تدخل وهذا غير صحيح.
هل سيستمر الاثنان مع المنتخب الأول؟
هم معنا حتى 2016 وعقدهما سار إلى هذا التاريخ وهو عقد سابق لم يتغير عليه شيء، وتم تكليفهما فقط بهذه المهمة الجديدة.
ولكن تردد أيضا أن لوبيز طالب بعقد جديد؟
نحن لسنا معنيين أن نرد على كل ما يتردد، وبعد مواجهة إندونيسيا سنقيم الوضع من خلال فريق العمل للجنة المنتخبات وسنتخذ القرار المناسب سواء باستمرار الجهاز أو تدعيمه أو حتى بعودته للمنتخبات السنية، ولكن بصورة عامة رأينا خلال الأيام القريبة الماضية أن هناك عملا تم تقديمه من قبل لوبيز وفريقه، ولا ننسى أن معظم اللاعبين الحاليين كانوا معه منذ عامين وهو يعرفهم جيدا.
ما موقفكم كاتحاد قدم من ترشح الدكتور حافظ المدلج لرئاسة الاتحاد الآسيوي للعبة؟
أعتقد أننا تأخرنا كثيرا في إبراز مرشحين سعوديين، سواء في الاتحاد القاري أو الدولي، فلا يعقل أن تكون الرياضة السعودية فقط ظلا للآخرين، نحن دولة كبيرة ونملك من الطاقات والتاريخ الرياضي الشيء الكثير، وأعتقد أننا مطالبون أن نقود منظومة رياضية في آسيا وغيرها، ووجود مرشح سعودي قوي مطلب وتوجه يجب أن ندعمه ويتوجب أن نبادر إليه ونضع برنامجا قويا وعلاقاتنا مميزة مع كثير من الدول، ويجب أن نستثمرها لوصول مرشحينا لقمة هرم الاتحادات القارية والدولية وهذا حق، ربما يأخذ البعض هذا التوجه بمأخذ آخر وهو أن هناك ثلاثة مرشحين خليجيين سيضعف من فرصة الفوز بالمنصب، ولكن لو لم يكن هناك مرشح سعودي ستكون الفرصة أيضا ضعيفة أمام مرشحين آخرين خليجيين، لهذا يجب أن تكون هناك مثل هذه الخطوة ومعها سيكون هناك عمل كبير من قبل الاتحاد السعودي ومن الرئيس العام بعلاقاته الدولية والقارية والعربية في هذا الاتجاه، وحتى إن لم تتح لنا الفرصة هذه المرة يجب أن تكون هذه خطواتنا في المستقبل.
تقصد بأن توجه الاتحاد بأن يكون قويا داخليا وخارجيا؟
هذا صحيح، وكان من ضمن ما تطرقنا له في أول اجتماع أن تمثيلنا القاري ضعيف، وضرورة أن لا يكون وجودنا في لجان قارية ودولية فقط بل يجب أن نترأسها، في الماضي كنا قوة بوجود شخصيات كبيرة ويجب أن نستعيد هذا الوضع بدلا من الاكتفاء بتذكره.. لدينا قيادة شابة وقادرون على إعادة وضعنا في المكان الذي يليق بنا.