منذ تأسيسها لم تكن السعودية دولة تستهويها المغامرات في منطقةٍ يومياتها حروب ودماء.. كان وطني وما زال يدرس خطواته بعناية إلى درجة تبعث على التساؤل، لكنها مصالح الدولة ومستقبل شعبها، التي أثبتت القيادة السياسية أنها ـ في كل منعطف كبير ومهم ـ الأعقل والأهدأ؛ تتحمل سهام أشقائها قبل أعدائها ويتهمها بعض أبنائها بالبرود، ولكنها إذا تحركت كان ثقل تحركها مثل ثقل هدوئها.. تسلمت السعودية الملف السوري كقوة إقليمية كبرى قبل أيام بصفة كاملة، بعد فشل دولتين في إدارته وانتقلت من مرحلة الدعم إلى الإشراف.. لا يمكن أن تسمح السعودية بتمرير مخططات إقليمية واضحة وهي تتفرج، فأمنها الوطني في خطر وسورية لو صُفيت الثورة فيها ستكون رأس حربة لحزام ناري يحيط بنا.. السعوديون يعتبون على دولتهم، ينتقدونها لكنهم يعرفون تمام المعرفة أنها إذا قادت المجهود الحربي، فهي في حاجة لكل مواطن.. لا وقت الآن لإشاعات في "تويتر" أو تتفيه للمجهود أو انتقاد يبهج الأعداء.. وسيبدأ الأعداء حملة عنيفة لهز الجبهة الداخلية وسيستغلون أي تيار لضرب السعودية.. ولأن للحروب ـ بجهد عسكري مباشر أو غير مباشر ـ قوانين حتى في أميركا أم الديموقراطية، حيث لا يسمح بنشر ما يسيء لمعنويات الجنود أو المقاتلين.. كبر الناس في النعم والاستقرار، وجاء الآن وقت كسر النصال على النصال.. لا مكان لتثبيط أو تردد.. هذه معركة أمننا الوطني ولن نخسرها بإذن الله.. قادمون (أشباه الرجال) يا بشار وأنت تعرفهم إذا تحركوا.
ثورة سورية الآن في يد لا تتحرك كثيراً، ولكنها إذا تحركت فتكت.. عامان ورهط من الناس يغردون عن لماذا لا تتحرك السعودية. الآن وقد بدأت التحرك.. لا بد أن يتحدوا خلف دولتهم فللحروب نواميسها.. ولا جدال.. لا صوت يعلو فوق صوت المعركة وإذا علا صوت لا بد من إسكاته.. عاش الوطن.