يتساءل الكثيرون: لماذا الحوارات في الأعمال الدرامية السعودية تأتي ضعيفة مفككة وغير مفهومة أحيانا؟

سأطلعكم على السر، أثناء تصوير أي مشهد في أي مسلسل هناك عنصران مهمان هما: الحركة والحوار، ويفترض أن المؤلف قد وضع وصفا دقيقا للحركة، وكل كلمات الحوار – بلا استثناء –، وفي أحيان كثيرة تكون هناك فراغات "مواقع خالية من الكلام" لإعطاء فرصة للموسيقى، أو للتنقل بين التوتر والاسترخاء، أو ليستوعب المشاهد حدثا، أو يسرح معه، أو يفكر فيه، أو يضحك منه، ولكن طبيعتنا التي "تعيب" الصمت والتأمل في حياتنا اليومية، تفرض نفسها علينا في الدراما، فيشعر الممثل بأنه يجب ـ أثناء فترات الصمت ـ أن "يعبّي" أي يملأ الفراغ! فيضطر إلى أن يقول "أي كلام"! ودائما - وليس أحيانا – يؤثر هذا "الأي كلام" سلبا على المسار الدرامي للأحداث، أو على بناء الشخصيات، فتجد تناقضات عجيبة في سياق القصة، وتجد خروجا كارثيا للممثل عن طبيعة الشخصية، والأمر الآخر الذي يصيب الحوار في مقتل هو ما يعرف في الوسط الفني بـ"فيما معناه"؛ أي أن تكون للمثل حرية أن يقول الجملة الدرامية بطريقته الخاصة شريطة إيصال المعنى الإجمالي، وغالبا ما تأتي هذه الجملة إما بزيادة أو نقص أو تحريف للمفهوم العام للحدث، أو السياق، فيخرج لك مسلسل سعودي تجميع تايواني، وهذا طبيعي لأن الممثل والكادر الفني ليس بإمكانهما عند تصوير المشهد استحضار ألف صفحة من حوارات المسلسل المتّصل حتى يدركوا أن "جملة الممثل المرتجلة" تتعارض مع جملة أو موقف أو مفهوم تم تصويره قبل شهرين!