أعلن الرئيس العام للهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز إنشاء برنامج للعناية بمواقع التاريخ الإسلامي، وتكليف متخصصين بالتنسيق مع المشايخ والمهتمين بالآثار، كاشفا عن تلقي الهيئة رغبات العديد من هيئة كبار العلماء في تفقد المواقع الأثرية، وهو ما تحقق الأسبوع الماضي حين زاروا عدداً من مواقع التاريخ الإسلامي والآثار في محافظة العلا .. جاء ذلك في كلمته خلال انطلاقة فعاليات المؤتمر الأول للآثار والسياحة بالعلا "تحديات وتطلعات" أمس، الذي تنظمه جامعة طيبة بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والآثار في محافظة العلا بحضور أمير منطقة المدينة المنورة الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز، لافتا إلى أهمية اكتشافِ آثارِنا الوطنيةِ وحمايتِها وتأهيلِها من منطلقِ أنها تمثل مكوِّناً أساساً للهويةِ، ولإبرازِ ما تمتازُ به أرضُها من بُعْدٍ حضاري، وعمقٍ تاريخي، ومشاركةٍ فاعلةٍ قويةٍ ومؤثّرةٍ عبرَ التاريخ لإنسانِ الجزيرة العربية في تشكيلِ الحضارةِ الإنسانيةِ، مؤكدا أن تراثَ المملكةِ يُعَدُّ جزءاً من منظومة التراث العالمي.

وكشف الأمير سلطان عن استعادة 14 ألف قطعة أثرية من الخارج، فضلا عن 3 آلاف قطعة من الداخل، مشيراً إلى مضي الهيئة في إعادة تأهيل المواقع السياحية والأثرية في المملكة.

وأضاف أن مشروعَ البُعْدِ الحضاري الذي تبناه خادمُ الحرمين الشريفين وأكّدَ عليه له بُعْدٌ استراتيجي ورؤيةٌ صائبةٌ أساسُها المحافظةُ على التراثِ الحضاريِّ للمملكةِ من جهة، وجعله واقعاً معاشاً في المجتمع السعودي من جهةٍ أخرى، وينعكسُ على الخطةِ الاستراتيجية لتطويرِ السياحة ِفي المملكةِ كمنظومةٍ ثقافيةٍ وتراثيةٍ واقتصاديةٍ. ويتزامنُ انعقادُ المؤتمر مع إطلاقِ الهيئة العامة للسياحة والآثار حزمةً من المشاريع في عددٍ من المواقعِ الأثريةِ والتراثيةِ ، ومنها تأهيلُ (120) موقعاً أثرياً، وإنشاءُ (5) متاحف إقليمية جديدة، و(6) متاحف محلية، وإعادةُ تطوير المتاحف المحلية والإقليمية القائمة، والمحافظةُ على آثارِ التاريخ الإسلامي في مكةَ المكرمة والمدينةِ المنورة، ومواقع التاريخ الإسلامي المرتبطة بالرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم والخلفاءِ الراشدين، وتحويل قصور الدولة التاريخية ومباني إدارة الدولة إلى مراكز حضارية. وتوجد الآن (24) بعثةً علميةً تضم خبراءَ سعوديين ودوليين للتنقيب عن الآثار في مختلف المواقع الأثرية.

إلى ذلك دشن الأمير سلطان مشاريع السياحة والآثار بمحافظة العلا، والتي شملت متحفي سكة الحديد وطريق الحج الشامي، وتأهيل مواقع الخريبة وعكمة ومركز زوار مدائن صالح وقلعة العلا، إضافة إلى تدشينه المعرض المصاحب للمؤتمر، والذي يضم 14 جهة، وتشارك دارة الملك عبدالعزيز بمعرض متخصص لصور السيد جيمس تيلور الذي رافق وفدا دبلوماسيا في عام 1964م لزيارة مدائن صالح ووثق بعدسته آثار منطقة العلا.