ولأن جماهير الأندية الكبيرة تربك الكاتب أيّا كان عندما يريد الحديث عنها، لكن عندما أستطرد مقولة "النصر بمن حضر" للأمير الراحل عبدالرحمن بن سعود ـ رحمه الله ـ سأكون أكثر شجاعة ووضوحا، لأعلن أن هذا الانقسام بين جماهير "العالمي" سيعود بفريقها للخلف، إذ أصبح الاهتمام أخيرا منصبا بين من دفع وكم دفع هذا وهذا وذاك؟ في سابقة لم يعهدها المجتمع الرياضي من جماهير كانت مثالا للعشق والإخلاص والانتماء.
وحازت هذه الجماهير "الفلكيّة" تعاطف كثيرين معها لأن تفرح ببطولة، فعودة "العالمي" للمنافسة ستعطي الدوري مزيدا من القوّة والإثارة.
لست أزعم أني سأقدم لكم ما تجهلون، لكن لوحة أخرى من هذا الانقسام كانت في من يرغب باستمراره أو عدم استمراره، ألا وهو الرئيس "اللا محظوظ" فيصل بن تركي، الذي لو كان الحظ رجلا لكان أول من يقتله شر قتلة". فقد قدم ما بوسع أي رئيس تقديمه لناد كبير كالنصر، لكن يبقى سوء الطالع عائقا لإكمال العمل.
يواصل هذا الرئيس عمله الجبار منذ نهاية الموسم بتعاقدات صنّفت من العشرة عالميا في قيمتها واستقطاب الكفاءات من أبناء النادي للعمل الفنّي والإداري، وتوفير كل التكامل لتحقيق بطولة موسمية للنصر، لكن هذا الانقسام لا بد أن يصيب الرئيس بمقتل الإحباط، حيث البطولة تحتاج لتوافق عملي بين الإدارة والجهاز الفني والإداري والجماهير، والأخيرة هي من يجب أن تعطي التغذية الجيّدة للفريق في مرحلة البطولات وليس الحمية التي تضعف من قواه. ولأن النصر حاليا على خط "الاستواء" أشرعت لجماهيره هذه الكلمات؛ لأننا لا نريد لهذا المدرج العملاق وشمس الملاعب أن تتفرق به الاختلافات، ولأن الإنسان بطبيعته دائم التفكير بما ينقصه، فوحدوا صفوفكم ليكون النصر في الصف الأمامي في دوري جميل، ويعود النصر بمن حضر منجما للذهب، حضر من حضر وذهب من ذهب.