هذا المقال، يُنشر قبل أسابيع، من قدوم سيّد الشهور والروحانيات، شهر رمضان المبارك.
هو فعلاً، سيّد الروحانيات، والإيمانيات، في أعمق نقطة من معتقدنا الإسلامي، لكن الإعـلام، لم يجـعله كـذلك، أو بعبـارة أدق: لا يريد لـه أن يكـون كـذلك.
منذ بداية شهر 7 الهجري، والفضائيات الخليجية والعربية، تلهث لهاثاً، في سباق إعلاني محموم، عما ستعرضه كل قنـاة في رمضان، من أعمال درامية وبرامج ومسابقات، وغيرها.
بنظرة طويلة ومدققة، في حـجم إعلانات الفضائيات العربية، عما تحمله في جعبتها للمشاهد، يتضح أن أغلب التركـيز، هو على المعروض الدرامي، من مسلسـلات، وكل قنـاة جهـّزت من 4 إلى 6 مسلسلات، لعرضها يومياً، على مدار 30 يوماً.
السؤال هنا، ليس عن مدى الجودة الفنية والإبداعية، لـكل هذا العدد الضخـم من المسلسـلات، مضروباً في العدد الضخم من القنـوات، ولكـن السـؤال: لماذا كـل هـذا العـدد مـن المسلـسلات، ولماذا كل هذه المـساحة من يوم المسلم الرمضاني؟
الذي يمحص في هذا الكم الكبير من التهافت على عرض الأعمال الدرامية، لا يظن أن هذا شهر صوم وتعبّد وتلاوة ، بل يظن أن رمضان، في ذهن ملاّك الفضائيات، هو للأسف الشديد، شهر الفُرجة.
أنا لست ضد الترويح النفسي، والإمتاعي، للمشاهد أبداً، ولكن لا بد من توازن في المسألة، بين مساحة المسلسلات زمنياً، وبين المساحة التعبدية والتأملية التي تبقى للمشاهد، في شهر له فعلاً، خصوصية دينـية، وزمنيـة، وحتى نوعيّة، من خلال المادة المعروضة.