استقطبت أمانة منطقة المدينة المنورة مجموعة من أبرز المعماريين السعوديين والعرب في مبادرة لوضع برامج تنفيذية للاستفادة من الإرث العمراني الأصيل للعمارة المحلية للمدينة المنورة، من خلال إعادة صياغة العناصر المعمارية التي تميزت بها المدينة المنورة عن باقي الأنماط العمرانية الأخرى، وذلك بالتنسيق مع وزارة الإسكان لتصميم الوحدات السكنية بالمدينة المنورة وفق النمط العمراني المحلي. وأوضح أمين منطقة المدينة المنورة الدكتور خالد بن عبدالقادر طاهر، أن ذلك ياتي في ضوء توجيهات وزير الشؤون البلدية والقروية الأمير منصور بن متعب بن عبدالعزيز، التي تؤكد على حرص القيادة في تضافر جهود جميع القطاعات للحفاظ على المقدرات التاريخية لمناطق المملكة المختلفة مساندة للجهود التي يبذلها الأمين العام للهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز في هذا المجال. وقال: "من باكورة هذه الجهود التي تبذلها أمانة المدينة المنورة هي موافقة وزارة الإسكان على إخراج مشروع الإسكان الذي سيبدأ تنفيذه في المدينة المنورة خلال الأشهر المقبلة بثلاثة ألف وحدة سكنية بطابع معماري يتوافق مع العمارة المحلية للمدنية المنورة، من خلال فريق عمل شكلته الأمانة من أفضل المعماريين المتخصصين في العمارة المحلية لمشاركة الجهاز الفني والاستشاري في وزارة الإسكان المعني بتصميم مشروع الإسكان في المدينة المنورة من خلال ورش عمل مشتركة للوصول لأفضل الأطر المعمارية المحلية بعد إعادة صياغتها بما يتوافق مع تقنيات البناء الحديثة والمتطلبات التشغيلية لمشروع الإسكان والذي يضم ثلاثة آلاف وحدة سكنية بالمدينة المنورة".
وألمح طاهر بأنه سيتم استغلال مناسبة الاحتفال بالمدينة المنورة كعاصمة للثقافة الإسلامية، وذلك على هامش فعاليتها من خلال تنفيذ موقع للفعاليات بحديقة الملك فهد بالمدينة المنورة بمساحة تزيد على 60 ألف متر مربع مستمدا عناصره المعمارية من العمارة المحلية للمدينة المنورة، بهدف تأصيل استراتيجية الاستفادة من التراث المعماري المحلي، مشيرا إلى أن هذا الموقع سيكون نواة للمقر الرئيسي لفعاليات الملتقى الثالث للتراث العمراني الوطني الذي تستضيفه المدينة المنورة في نهاية العام الحالي.