نحن نستاء ونعلن رفضنا وشجبنا لما قد يصدر من بعض رجال الأمن عندما يتجاوز أحدهم، عطفاً على ما حدث مؤخرا في قضية "رجل الجوازات" المعتدي على وافد، وبعد واقعة الضرب وأمر وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بالتحقيق معه، لأنه تجاوز على مشاعر المجتمع وعلى سماحة شريعتنا التي تحثنا في جميع تفاصيل حياتنا على الرفق والترفق، وليس فقط لأنه اعتدى على رجل ضعيف.

ديننا يحرم استخدام السلطة بتعسف، كما بدا في المقطع الشهير، من إيذاء للنفس السوية التي لا تقبل العنف والتعدي بجميع أنواعه..خاصة إذا صدر ممن يقدمون واجهة بلادنا الاجتماعية عبر تعاملهم من خلال بوابات وموانئ المملكة.. بالتالي تأهيلهم وتدريبهم، والتأكيد على الضوابط والتذكير باللوائح والأنظمة من الأساسيات التي تستحق العمل على تطويرها دائما وأبدا.

ولأن مكانتهم عظيمة، جميع رجال الأمن والساهرين على أمن الوطن، أينما كانت وظيفتهم، ومهما بدت صغيرة، يستحقون وهم من يخدمون في دولة هي قبلة المسلمين، أن تكون لهم صورتهم الذهنية اللائقة بهم وبجهودهم وهيبة الوزارة والسلك الأمني أو العسكري الذي ينتمون إليه.

ليس من منطلقات إحقاق الحق ورسم الصورة الحقيقية لرجال الأمن وفقط، بل ومن باب التكريم ورسم القدوة في الأذهان، حتى الشخصية المثالية النادر توفرها، يجب طرحها للتمثل بها والتأكيد على أن المعيار المطلوب يتجسد من خلالها.

خبر مهم ذلك الذي يشير إلى توجيهات صدرت بدرس نصوص الأعمال الدرامية والكوميدية التي تُجسَّدُ فيها بعض الجهات الأمنية، بعد ملاحظة كثافة الطلب من شركات قطاع الإنتاج الإعلامية، الباحثة عن مشاركة بعض الجهات الأمنية بآليات وقوى بشرية في أعمالها الدرامية.

أن تحال جميع النصوص إلى لجنة أمنية مختصة لإبداء الرأي فيها قبل عرضها، يعني ترشيد وتقنين الصورة السلبية المكثفة والمبالغ فيها لرجال الأمن وتطرحها نصوص كوميديا ودراما غير واعية لخطورة إبراز دور وجهود رجال الأمن بصورة عشوائية مكثفة.

نعم للتطرق للشخصيات الأمنية في إطار معالجة القضايا الاجتماعية والظواهر السلبية المطروحة في العمل الدرامي أو الكوميدي، بما يضمن الانسجام مع واقع العمل الأمني في المملكة.. وهو عمل قدير وجدير بطرحه درامياً، خاصة تجربة السعودية في مكافحة الإرهاب.. والتي يشار إليها، وبكل فخر، عالمياً بالبنان، وتستحق الاستلهام والتجسيد، وترجمتها، وعرضها من خلال أفلام وثائقية وروائية.. ومسلسلات هادفة.