بدأت هيئة التحقيق والادعاء العام أمس استجواب والد ووالدة الطفل المعنف "راكان"، بعد أن تسلمت نهاية الأسبوع الماضي كامل أوراق القضية من شرطة جدة، متضمنة تحقيقات أولية عن واقعة تعذيب الطفل، كما زودت الشرطة لجنة الحماية بالشؤون الاجتماعية بنسخة من محاضر وتحقيقات الواقعة.
وعلمت "الوطن" من مصادر مطلعة أن هيئة التحقيق والادعاء العام فتحت تحقيقاتها مع والدي الطفل، وأن كافة وقائع التحقيق والاستجواب وما تحصلت عليه هيئة التحقيق من أدلة وبراهين تثبت واقعة التعذيب ستتم إحالتها إلى المحكمة المختصة لاستكمال محاكمة المتورطين في تعذيب الطفل.
من جهته، قال المتحدث الرسمي لشرطة جدة الملازم نواف البوق: إن جميع ملفات القضية سلمت للجهات المعنية بعد الانتهاء من التحقيق مع الأب، ويباشر التحقيق والادعاء مهامه لكشف وقائع التعذيب الذي وقع على الطفل المعنف "راكان"، وتم إرسال نسخة من الملف إلى لجنة الحماية بالشؤون الاجتماعية.
أما المشرف على متابعة حالة الطفل المعذب راكان رئيس قسم التجميل بمستشفى الملك فهد العام الاستشاري الدكتور حسين العامري فأكد أن "راكان سيخضع لعدة عمليات جراحية تبدأ بعد شفاء التقرحات المتعفنة في جسده، وسيتم ترقيع الجروح بأخذ شرائح من الفخذ لترقيع منطقة الصدر والكتف". وأشار الدكتور حسين إلى أن الطفل بدأ يستجيب لمن حوله ويروي بعضا مما وقع له من تعذيب وإيذاء، وترافقه حالياً مسؤولة من إدارة الحماية، لكنه سيحتاج لوقت طويل كي يتكيف مع الواقع، مؤكدا أن إدارة مستشفى الملك فهد وظفت طبيبا نفسيا لمعالجته على جلسات متفرقة حتى يتعافى مما أصابه من آلام جسمانية ونفسية.
وتعود واقعة اكتشاف تعنيف الطفل "راكان" إلى قبل أسبوع عندما تلقت إدارة دار الحماية بالشؤون الاجتماعية بمنطقة مكة المكرمة بلاغا من جد الطفل يفيد أن حفيده يتعرض لأشد أنواع التعذيب، وعلى الفور خاطبت الشؤون الاجتماعية محافظ مدينة جدة الذي وجه بسرعة ضبط الزوجين وإنقاذ الطفل من براثنهما، وتحويل القضية إلى الشرطة التي قامت بإحضار الأب والأم بالقوة الجبرية وتسليم الطفل لدار الحماية ثم إلى مستشفى الملك فهد لمواصلة علاجه.