صالح المرواني


"شكراً أيها المطر.. فقد كنت وما زلت وستظل أفضل "ناقد" سعودي، تقول كل الأشياء التي يجب أن تقال عبر حبرك النقي"

آثرت أن يكون حديث "الرطيان" هو المدخل الرئيسي لحديثي هنا فبين طيات كلماته طي لمسافات الجُمل الطويلة.

تحويل مسارات أودية، واحتجاز أسر بسبب تخبط واختلافات إدارات، ومُخططات عشوائية قامت بصفة رسمية في بطون أودية وعلى أطرافها، وسوء تصريف المياه في قلب المدينة، و و و .. عفواً "الواو" تئن!

اليوم كان "المطر" كعادته النبيلة يُلقي الضوء على مدينة الورد ويُبرز على السطح أحياء لم يكن أحد يعلم أنها ستتراقص يوماً ما على صدور الصحف، وسيتبادل مشاهدها هواة برامج التواصل الاجتماعي! ويفضح حقيقة تلك القشور التي أراد بعض القائمين عليها إيهامنا منذ ثلاثين عاماً وأكثر بأنها "مشاريع"، واستطاعوا إقناعنا بأنها كلفت ملايين الريالات بل ملياراتها دون أن نرى آثار هذه الميزانيات الضخمة تظهر في مثل هذه الأزمات التي رصدتها الدولة التي لم تأل جهداً البتة في ذلك ولكن!

تحت سماء هذه المدينة التي تغفو بذور الورد في جوف أرضها لتستيقظ فوق تُرابها بأروع الألوان جاء من يعبث ويُحرف في مسارات أوديتها، فلا يُراعي فيها ولا في أمانتها الثقيلة "ذمة"؛ ليُذيب نصف مصروفاتها وقوتها بين فكيه وهو يُلقي مشاريعها في بطون مشـاريع أخـرى وأخرى وأخرى، لينـتهي الأمر بكل تـلك المشاريع والمليارات في "مجاري الصرف"!