أحد الأصدقاء ممن يسكتون كثيراً، لكنه ما إن يتكلم حتى يأتي بأفكار غير مسبوقة. ولعل أهم ما يؤرق صاحبنا ويؤرقنا بالطبع؛ هو غياب ثقافة العمل الجاد لدى الكثيرين من منسوبي الإدارات الحكومية، بسبب نقص التدريب، وغياب القدوات الإدارية المحترفة.
تكمن فكرة صاحبنا في الاستفادة من تجربة "المحترفين الأجانب" في الدوري السعودي، فالأندية تقوم حالياً باستقطاب اللاعبين الأجانب ذوي المهارات المتنوعة للعب في مراكز مختلفة ضمن فريقها الأول، ولمدة محددة، مما يمكّن لاعبي الفريق المواطنين من الاستفادة من مهارات اللاعب الأجنبي، فضلاً عن أن الاحتكاك المتواصل قد يساهم في تحسين السلوك والأداء، وتبادل الخبرات، ونشر الثقافة الحقيقية للاحتراف الرياضي.
السؤال هنا: ألا يمكن استنساخ هذه التجربة نحو الجهات الحكومية الأخرى، باستقطاب مديرين وموظفين أجانب ذوي مهارات مرتفعة ولمدد محددة، بحيث تكون فرصة كبيرة للموظفين السعوديين للاستفادة من رصيد خبرة هؤلاء، وإشاعة ثقافة العمل الاحترافي في المؤسسات الحكومية؟ وليكن الأمر عملية متواصلة، لا يكاد ينتهي محترف ما من العمل في إدارة ما؛ حتى يباشر المحترف الآخر في إدارة أخرى، فهدف الاحتكاك ونقل الخبرات عملية مستمرة، لا يمكن أن تتوقف.
يؤكد صاحبنا على أن الفكرة ليست لها علاقة بالوضع الحالي، والذي يتم فيه استقطاب بعض المستشارين الأجانب، أو الشركات الاستشارية، التي توفر مستشارين مؤقتين في الجهات الحكومية، الذين يبقى عملهم استشارياً فقط وليس تنفيذياً، كما فكرة "احتراف الموظفين الأجانب"، كما أنها لا تؤثر على برامج السعودة، كونها تستهدف عدداً محدوداً من الوظائف.
الفكرة بسيطة، ولكن أثرها يتجاوز تكلفة ووقت مئات البرامج التدريبية، ويختصر سنوات من بناء الأنظمة واللوائح، ولكن من يعلق الجرس؟