أهل الفن ينتقدون أخطاء المجتمع والسياسة.. ولا يرضون بانتقاد أخطائهم في أعمالهم الفنية.. وهذا مبدأ "أناني"، وليس من صفات الفنان.
غضبت الفنانة المصرية فرح يوسف ممن انتقد "قبلاتها" في أحد أفلامها الجديدة واتهمت كل من ينتقدها بالمريض النفسي، مؤكدة أن القبلة لم تكن مقحمة في الأحداث ولم تكن "ساخنة" كما يقال، معتبرة أن "القبلة" كانت من صميم العمل، واستدلت الفنانة بعدم خطئها في "التقبيل" بأنها ليست الأولى التي تفعل ذلك، وكأن هذا الدليل سيقنع المشاهد بأنك لا تكون مخطئا حين تكون "إمعة" إن أحسن الناس أحسنت وإن أخطؤوا أخطأت.
لا أدري لمن يقدم "بعض" أهل الفن أعمالهم إذا كانوا لا يقبلون النقد، ويرضون بكلام المشاهدين، حتى يصل بهم الأمر باتهام منتقديهم بالمرضى النفسيين؛ فقط لأنهم رفضوا قبلة وضعت لإثارة الغرائز، ولن يغير حذفها شيء في مجريات العمل الفني، ولن تزيد المشاهد متعة حين تبقى وسط الأحداث.
لم يتوقف غضب الفنانة فرح عند اتهام منتقديها بالمرضى النفسيين، بل طالبت أيضا بإلغاء الرقابة، وبررت ذلك بأنه لا بد بعد الثورة المصرية أن نطلق العنان والحرية للإبداع، وأكدت أنها لا تدعو بإلغاء الرقابة إلى تقديم أفلام إباحية أو زيادة المشاهد الساخنة في الأعمال الفنية.
والواقع الفني يقول إن "الرقابة" أصبحت ضعيفة أمام طوفان "العري" و"الإسفاف" الذي تعيشه الأعمال الفنية اليوم.
(بين قوسين)
الرقابة مهمة جدا هذه الأيام.. لأن حسابات كثير من أهل الفن والمنتجين تقف عند الأرباح والشهرة فقط، بعدما قتلوا عبارة "الفن رسالة".