تبحث مالي عن تكرار سيناريو نسخة 2012 ، وذلك عندما تتواجه اليوم مع غانا على ملعب "نيلسون مانديلا باي" في بورت إليزابيث، في مباراة تحديد صاحب المركز الثالث في النسخة الـ29 من كأس الأمم الأفريقية التي تحتضنها جنوب أفريقيا.

وكانت غانا تغلبت على مالي 2-صفر في الدور الأول من نسخة 2012 ، لكن الأخيرة حققت ثأرها وتغلبت على منافستها بالنتيجة ذاتها بفضل ثنائية من شيخ تيديان دياباتيه لتحرز المركز الثالث.

ولعب الحظ دوره في وقوع مالي مع غانا في الدور الأول من النسخة الحالية، وخرجت الأخيرة فائزة هذه المرة بنتيجة 1-صفر سجله مبارك واكاسو من ركلة جزاء.

وإذا كان خروج مالي منطقياً بالنظر إلى منتخبها الشاب واصطدامه بنيجيريا القوية، فإن خروج غانا مفاجىء بالنظر إلى المشوار الجيد نسبيا لها في البطولة، وهي فشلت في بلوغ النهائي "الحلم" أمام جارتها نيجيريا، وبالتالي سيستمر لهثها وراء اللقب الخامس في تاريخها والأول منذ عام 1982 بعد ألقاب 1963 و1965 و1978.

وستكون مالي مرشحة لتحقيق ثأرها مجدداَ بسبب المعنويات المهزوزة لمنافستها التي اعترف قائدها اسامواه جيان بالإحباط الذي يشعر به ورفاقه نتيجة الخروج المفاجىء من دور الأربعة، مضيفاَ "من الطبيعي أن نشعر بالإحباط الشديد، لكن يجب أن ننتفض من أجل خير أمتنا". وواصل "هذه ليست المباراة التي أردنا أن نكون طرفاَ فيها، لكن هناك ميدالية على المحك، جئنا بروح الانتصارات للتأهل إلى النهائي، لكننا فشلنا وبالتالي فنحن مستاؤون جداً، نحن متأثرون معنوياً، ولكن تبقى أمامنا مباراة المركز الثالث وسنحاول الفوز فيها".

وفي جهة المنتخب المالي الذي انتهى مشواره عند دور الأربعة للمرة الخامسة بعد أعوام 1994 و2002 و2004 عندما حلت رابعة و2012 عندما حلت ثالثة، رأى القائد سيدو كيتا أن منتخب بلاده سقط في مواجهته مع نيجيريا، لأن اللاعبين لم يلعبوا معا بشكل مماثل لمباراة ربع النهائي ضد جنوب أفريقيا المضيفة (2-1). لكن كيتا أضاف "لوم الآخرين مضيعة للوقت ولا يوصلنا إلى أي مكان، حققنا نتيجة جيدة أمام جنوب أفريقيا، لأننا لعبنا بروح جماعية، ويجب الآن أن نتقاسم المسؤولية الجماعية عن هذا الإخفاق".

ولم تذق مالي حلاوة الفوز باللقب قط، لكنها تلعب دائماً دوراً هاماً في النهائيات وتبلغ أدواراً متقدمة، لكنها تمنى بهزائم مذلة في دور الأربعة، ففي عام 1994 في تونس خسرت أمام زامبيا صفر-4 وفي 2002 على أرضها سقطت أمام الكاميرون بثلاثية نظيفة، وفي 2004 في تونس خسرت أمام المغرب برباعية نظيفة، ثم خسرت الأربعاء برباعية (1-4) أمام نيجيريا، ويبقى الاستثناء الوحيد في المشاركات المالية التي بلغت 7 حتى الآن (خرجت مرتين فقط من الدور الأول) العام الماضي عندما انهزمت بصعوبة أمام ساحل العاج صفر-1. ونجحت مالي في تخطي دور الأربعة في مناسبة واحدة وكانت عام 1972 عندما تغلبت على جمهورية الكونجو 4-3 قبل أن تخسر النهائي أمام الكونجو 2-3 في الكاميرون.