أعاد الزميل الكاتب "يحيى العلكمي" فكرة "حالة العزلة التي يعيشها أيّ مجتمع نتيجة غياب المسرح"، للواجهة من جديد، وعدّ مقاومة النصّ الضعيف أمرا مستحيلا أمام القارئ الحصيف، وأضاف العلكمي خلال ورقة قدمها في مجلس ألمع الثقافي بقرية (رُجال) بألمع عن "إشكاليّة التلقّي.. المسرح نموذجا" أن أهمية تعدد القراءات تحدث قيمة في التلقي؛ لأنها تقودنا إلى قارئ يولد النص ويؤوله، بعد أن قدم له الكاتب نصّ البناء والتكوين، وأضاف "العلكمي" في الأمسية التي قدم لها االزميل "عبدالله السلمي"، أن الكاتب المبدع يترك فضاءات لا يملؤها غير القارئ الحصيف، وضرب مثلا بما أسماه النصوص الممتدة، التي تبقى ذات أثر في نفوس المتلقين؛ لأن كتّابها اشتغلوا على وعي القارئ فكتبوا له، وذكر أن لدينا إشكالية كبيرة في التلقي للمسرح، لارتباطها بثقافة مجتمع قد يكون عدوّا حقيقيا لهذا الفن، وأضاف أن على الكاتب تقع مسؤولية كبيرة، كما هي على القارئ، إلا أن الواجب على الكاتب أن يورّط القارئ في نصوصه، إذا راهن على وعيه وهمّه أثناء الكتابة، وذكر أن كتابة النص الإبداعي هي حالة تصوّف ودخول في حضرة النص، وفي المداخلات علق ماجد الحفظي على مقولة: إن الأديب أو المبدع ملزم بأن يضع القارئ في ذهنه، مشيرا إلى أن العلكمي قال: إنه متهم بالتقنين، وهذه ميزة وليست تهمة، وقال الكاتب علي مغاوي: الكاتب الفذ هو من يوظف تقنياته في فك الخطاب، ومجتمعنا يقبل الرمزية أكثر من قبوله الوضوح، فالكاتب الرمزي لا يتورط كما يحدث لغيره.