في الوقت الذي يتفنن فيه بعض التجار في تمرير بضاعاتهم المغشوشة إلى أراضي المملكة، تتصدى الهيئة العامة للغذاء والدواء بإمكاناتها لهؤلاء التجّار، وتسحب بضاعاتهم الفاسدة والمغشوشة، والملوثة، ولكن يأتي ذلك في الوقت الذي تكون فيه تلك البضاعات قد دخلت إلى الأسواق، واستخدمها مواطنون ومقيمون، ما دعا الهيئة إلى تنسيق أكبر مع المصلحة العامة للجمارك.

وكانت الهيئة قد اعترفت من خلال تقريرها السنوي الأخير ـ الذي حصلت "الوطن" على نسخة منه ـ بصعوبة تفعيل الدور الرقابي، خاصة على المنشآت، والمستحضرات الصيدلانية، ومصانع ومستودعات منتجات التجميل في مناطق المملكة التي لا يوجد بها فروع للهيئة، مشيرة إلى أن مستحضرات تجميل تتصدر قائمة الأكثر حظرا في المملكة.

وتقوم الهيئة ـ بحسب التقرير ـ بانتداب مفتشين إلى هذه المناطق خلال فترات زمنية متقطعة لتفعيل الرقابة فيها، على الرغم من ضعف بدل الانتداب الداخلي، والذي لا يعد محفزا للمفتشين.

ويشير التقرير إلى أن عدد موظفي الهيئة 974 موظفا مقسمن بين فنيين وإداريين في قطاعات الغذاء، والدواء، والأجهزة، والمنتجات الطبية، والخدمات المشتركة، والتخطيط، وتقنية المعلومات.

وطالبت الهيئة بضرورة الإسراع في إصدار الأنظمة والتشريعات المقدمة من قبلها، إلى جانب توفير البنية التحتية للتقنية، والاتصالات، والإنترنت في بعض منافذ الحدود، لوجود صعوبة في الربط الإلكتروني، كما طالبت باعتماد عدد من الوظائف التي تعاني من نقص فيها، ومعالجة عدم وجود مبان حديثة للمختبرات، وذلك بسبب تبعية المباني لوزارة التجارة، وتأخر تنفيذها، ومن ثم انتقال الإشراف عليها للهيئة، وافتقاد البعض منها للمواصفات.

وعلى الرغم من الصعوبات، قامت الهيئة بعمليات سحب للكثير من المنتجات المخالفة في الأسواق المحلية، حيث سحبت ما يقارب من 30 منتجا مغشوشا ومخالفا العام الماضي، ومن بينها مادة سيبوترامين، أو فينو فيثالين، إضافة إلى بعض المواد المسهلة مثل السنا الموجودة في مستحضرات عشبية وصحية ويتم تداولها، كما نفذت حظرا مؤقتا على استيراد القشريات البحرية من مناطق معينة، ومنها الربيان من ولاية هاواي بالولايات المتحدة الأميركية.

كما سحبت عددا من عينات الزعفران من الأسواق المحلية للتأكد من صلاحيتها للاستهلاك الآدمي، وكشفت التحاليل المختبرية للعينات المسحوبة أن "زعفران سيرا" المنتج في إسبانيا والمعبأ في عبوات بلاستيكية زنة 3 جرامات، بتاريخ إنتاج مارس 2011 ، وتاريخ انتهاء مارس 2014 يحتوي على ألوان صناعية "تترازين E102"، و"كارموازين E122" وذلك مخالف للمواصفة القياسية الخليجية. وحذرت الهيئة في العام الماضي من "شامبو البروبوليس"، و"شامبو روبيرتا"، لاحتوائهما على مادة "1,4-ديوكسان" المحظور وجودها في المنتج التجميلي بأي نسبة، وفقاً للمواصفة القياسية الخليجية رقم 1943/2009 GSO، وخاطبت الهيئة الجهات المختصة لسحب هذين المنتجين من الأسواق، ومنع دخولهما للمملكة.

ولم يتوقف تحذير الهيئة عند الغذاء والدواء والتجميل، بل الأجهزة الطبية، حيث حذرت ممارسي الرعاية الصحية، والمرضى من جهاز قياس نسبة السكر في الدم طراز "كليفر شك تي دي 4232 ، 4232 " من إنتاج شركة تايدوك تكنولوجي كوربوريشن بتايوان.

كما حذرت مستخدمي فرش الأسنان الكهربائية من إنتاج شركة تشيرتش آند دوايت من احتمالية حدوث انطلاق مفاجئ لرأس الفرشاة المتحرك، أو تكسر في بعض أجزائها أثناء الدوران السريع، مما قد يتسبب في إصابات خطيرة للفم، أو اللثة، أو الوجه، أو العين، أو تكسر للأسنان، وكذلك حذرت من خطر الاختناق بالأجزاء المتكسرة، عند تجاوز العمر الافتراضي لرأس الفرشاة المتحرك والمقدر بثلاثة أشهر.

ومن بين ما تم التحذير عنه العام الماضي استخدام بعض التشغيلات للعدسات اللاصقة من إنتاج شركة "كوبر فيجن إنك" التي قد تحتوي على جزيئات من زيت السيليكون، مما قد يؤدي إلى عدم وضوح في الرؤية، أو التسبب في جروح للعين تحتاج إلى تدخل طبي.

كما نبهت الهيئة العامة للغذاء والدواء أطباء وجراحي التجميل بعدم استخدام مادة السيليكون المغشوش في عمليات الزراعة التعويضية - التجميلية للثدي والمسوقة تحت العلامة التجارية "إم - إمبلانتس"، التي تم تسويقها منذ عام 1988.