مدخل:
رأى الإسكندر أحد جنده ما يزال مهزوما في الحرب، فسأله عن اسمه؟ فقال الجندي: اسمي إسكندر. فقال له: يا هذا إما أن تغير اسمك أو تغير فعلك!.
• كثير من أحيائنا السكنية لم يسمع ساكنوها بالمصطلحات التالية على الإطلاق: "إنارة ـ سفلتة ـ تشجير ـ صرف صحي"، فضلا عن أن يشاهدوها على أرض أحيائهم! فكل ما يشاهدونه هناك لا يعدو أن يكون "حفرة ـ مطبا عشوائيا ـ بحيرة مياه مجاري ـ ظلاما دامسا ـ عشوائية مبان"! بينما تثبت بعناية في كل ركن من أركان تلك الأحياء لوحات بالمسميات التالية: "حي النسيم ـ حي المنتزه ـ حي النهضة ـ حي الشروق ـ حي النفل"! وبفلسفة الصديق "إسكندر" أعلاه: فإما أن تتغير الخدمات أو تتغير المسميات!.
• العلامة الفارقة لبعض المستشفيات الخاصة هنا، أنها تحوز على المركز الأول دوما وبفارق مريح عن أقرب المنافسين في "تصدير" العدد الأكبر من حالات الوفاة أو الإعاقات المستديمة نتيجة أخطاء طبية لكوادرها المغشوشة!، وتحتل ذات المركز في "طباعة" فواتير علاج تجعل المريض بحاجة إلى طلب قرض من أحد بنوكنا المحلية حتى يتم الإفراج عنه! فيما تبقى ميزتها اليتيمة في اختيارها لـ"شعار" يفوح عطفا ورقة ورحمة كـ"صحتكم هي غايتنا"، أو "نحن هنا للعناية بصحتكم! وبمراجعة المدخل في عالي هذا النص، فإنه يجب استبدال كلمة "صحتكم" إلى كلمة أخرى أكثر دقة كـ"أموالكم" أو على الأقل "بتعجيل وفاتكم"!.
• حديقة "الزهور" شأنها شأن باقي حدائق الأحياء التي لن ترى فيها أي زهرة على الإطلاق، فهي تتألف من بقايا ألعاب متهالكة صممت بعناية لنقل أطفالكم مباشرة إلى قسم العظام في أقرب مستشفى منها، وعليه فإن اللوحة التي وضعت على دورة المياه الوحيدة هناك، والتي تدل على أنها "خارج الخدمة موقتا" هي الأكثر ملاءمة لوضعها على باب الحديقة عوضا عن حديقة "الزهور"!.
مخرج: سموا الأشياء بمسمياتها!.