قابل المواطنون تعيين سمو الأمير مقرن بن عبدالعزيز نائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء بأريحية تامة، كونه من الشخصيات التي تتمتع بخبرات كثيرة وقرب من المواطنين الناتج عن تعامله المباشر مع المواطنين السعوديين من خلال توليه مهام إمارة منطقة حائل وإمارة منطقة المدينة المنورة بتوفيق تام.

ومن خلال معرفتي لشخصية الأمير مقرن فهناك محطات مهمة في حياة سموه بدأت في رحاب القوات المسلحة السعودية، حيث أصبح رجلا عسكريا وطيارا ماهرا بعد أن درس علوم الطيران بالمملكة المتحدة، وقد ترقى في صفوف القوات الجوية حتى أصبح مساعدا لمدير العمليات الجوية ورئيس قسم الخطط والعمليات في القوات الجوية، وقد اكتسب خلال فترة عمله العديد من الخبرات والفنون العسكرية التي يهتم بها القادة دائما.

وكانت المحطة الأخرى من حياة الأمير مقرن مع العمل الإداري والأمني، حيث تولى إمارة منطقة حائل شمال السعودية لنحو عقدين من الزمان، حاكما لهذه المنطقة واكتسب منها العديد من الخبرات الإدارية والأمنية ومهارات التعامل مع المواطنين والمقيمين والتعرض بشكل مباشر إلى المشكلات اليومية التي يعانون منها، ثم انتقل في نفس العمل ليكون أميرا لمنطقة المدينة المنورة، حيث التعامل مع فئة جديدة وهم الحجاج والمعتمرون الذين يفدون على مدار العام لزيارة المسجد النبوي الشريف والسلام على رسولنا الكريم محمد، صلى الله عليه وسلم، وترأس أعمال الحج في هذه المنطقة لتقديم كافة التسهيلات لضيوف الرحمن.

وهناك محطة كانت في الاستخبارات العامة التي تعد واحدة من أهم الأجهزة في الدول فمكث فيها بضع سنوات متصلة، فأشرف الأمير مقرن على هذه المؤسسة الاستخباراتية طوال هذه السنوات، وأشرف على العديد من الملفات الخارجية والداخلية، وشهد جهاز الاستخبارات السعودية نقلة نوعية، تمثلت في الانفتاح على المجتمع بشكل أوسع، والريادة في التحديث والتطوير وفق رؤية جديدة للأمير مقرن، حيث عقد المؤتمر الأول لتقنية المعلومات والأمن الوطني، فأمن المواطن والوطن جزء لا يتجزأ من مهمتها، بل هي مهمتها الرئيسة ليخلفه سمو الأمير بندر بن سلطان الذي هو خير خلف لخير سلف.

وجاءت المحطة الأخرى في حياة الأمير مقرن عندما تم تعيينه مستشارا ومبعوثا خاصا لخادم الحرمين الشريفين، واختار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الأمير مقرن ليتولى منصب النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء.

والأمير مقرن يشتهر بحرصه وحكمته ونجاحاته في مسئولياته السابقة، وحرصه على أداء الأمانة والالتزام بواجبات المسئولية العامة. فمنذ تعيينه أميراً لمنطقة حائل ثم المدينة المنورة ورئيساً للاستخبارات فإنه ترك أثراً طيباً لدى المواطنين وبرهن على أنه شخصية تحرص على الأداء والتطوير بإخلاص وبتواضع وبلا تكلف.

وجاء التعيين الأخير لسموه ليواصل عطاءه لخدمة المملكة ومواطنيها تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز. ويدعم الإنجازات التي تحققها حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد في سبيل رقي وتنمية المملكة وإرساء الحكم الرشيد. ويثق المواطنون أن اختيارات خادم الحرمين الشريفين للمناصب العليا للدولة تتم وفق النهج الإصلاحي الذي ينهض به المليك الذي يضع الرجل المناسب في المكان المناسب، ويسعى إلى التجديد في أعمال الحكومة لمعانقة عصر جديد تسود فيه ثورة الاتصالات والتواصل الحضاري والثقافي بين الشعوب والأمم، وتنامي وسائل الحكومة الإلكترونية التي حظيت في المملكة باهتمام حريص وسباق حتى أضحت المملكة في مقدمة الدول العربية، لتيسير الخدمات للمواطنين وتقليص الأعمال اليدوية المهدرة للوقت والجهد.