بعد أن استقبلته بالأجواء الربيعية والألعاب النارية، وشواطئ فيروزية خلابة، واستضافته على مدى شهر كامل، تودع جدة اليوم مهرجان "هيا جدة" للتسوق في نسخته الثانية.
وعلى الرغم من أن الهدف من المهرجان تسويقي بالدرجة الأولى، إلا أن العنصر السياحي كان حاضرا بقوة طيلة أيامه، حيث دعم كورنيش جدة الجديد الحركة السياحية خلال الفترة الماضية، فأضحى مزارا لقاصدي جدة سواء من الداخل أو الخارج.
وأكد عدد من القائمين على المهرجان لـ"الوطن"، أن من العناصر التي زادت من جمال ورونق جدة جمعها بين عبق الماضي وتطور الحاضر، حيث وجد زائروها تاريخا يمتد إلى 3 آلاف عام يعانق بنية تحتية تشهد تطورا على مدار الساعة، مشيرين إلى أن كثرة المراكز التجارية وجمال مبانيها صارا معلما من معالمها، وأضافوا أن مما أعطى نكهة لهذا المهرجان، وساهم في تحقيق الأهداف المرجوة منه، حملة التخفيضات التي شملت ألفي مركز تجاري، مطعمة بجوائز وهدايا متنوعة حصل عليها مرتادوها، تضمنت سيارات بطرازات مختلفة. وبينوا أنه وجد للثقافة والفنون محفل من خلال "سوق الفنانين" الذي شارك فيه 100 فنان وفنانة، حيث لقي نجاحا كبيرا واستضاف شخصيات ثقافية من داخل وخارج المملكة. ولفتوا إلى أن المهرجان لم يغفل أهمية البرامج الترفيهية للجميع، ولا سيما الأطفال، حيث قدمت فيه العروض البهلوانية ومسرحية خواطر الظلام، إلى جانب ورش عمل الأطفال التي تعرض بمركز جدة للمنتديات، إضافة إلى فعالية "البزل"، التي تحظى بمشاركة جميع الفئات كبارا وصغارا ونساء ورجالا.
من جهته، أعلن رئيس اللجنة التنفيذية لمهرجان التسوق، حسن بن إبراهيم دحلان أن النسخة الثانية حققت رقما قياسيا في الإشغال والتفاعل والمشاركة. وذكر أن المؤشرات الأولية تؤكد أن عدد زوار جدة خلال فترة المهرجان تجاوز مليونا ونصف المليون شخص، بزيادة تقدر بنحو 50% عن زوار النسخة الأولى التي جرت العام الماضي. وأرجع النجاح الكبير الذي تحقق لفعاليات المهرجان إلى الدعم اللا محدود الذي تجده اللجنة من محافظ جدة، رئيس مجلس التنمية السياحية، راعي المهرجان، الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز، والتعاون البناء بين جميع الجهات ذات العلاقة وعلى رأسها أمانة جدة ومطار الملك عبدالعزيز والهيئة العامة للسياحة. وثمن الجهود المبذولة من قبل غرفة جدة، التي تسعى إلى دعم قطاع التجزئة والقطاعات السياحية الأخرى، كالفنادق وأماكن الترفيه والمنتجعات من خلال التخفيضات والتنزيلات والفعاليات المشوقة، وتوعية الجمهور المستهدف بالمهرجان وفعالياته المختلفة وجذب أكبر شريحة ممكنة من العائلات السعودية والمعتمرين والمقيمين.
يشار إلى أنه تم توزيع 4 سيارات و200 جائزة طوال أيام المهرجان السابقة، حيث حصلت الطفلة السعودية، ريتال اليافعي على السيارة الأولى، وذهبت الثانية للشابة الأردنية، أسيل محمد رشيد، فيما كانت الثالثة من نصيب الشاب السعودي منصور تركي الحربي من منطقة القصيم، وطار السوداني أحمد زغلول طه بالسيارة الرابعة والأخيرة.