أثارت مبادرة رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد معاذ الخطيب، حول الحوار مع النظام انتقادات واسعة داخل المعارضة نفسها، في وقت لم يدل النظام المعني بالرد على طلب التفاوض بأي موقف رسمي بعد. وإذا كانت مبادرة الخطيب حصلت على تأييد واشنطن وجامعة الدول العربية الداعمتين للمعارضة، وروسيا وإيران الداعمتين للنظام، فإن المجلس الوطني السوري، أحد أبرز مكونات الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، رفض أي تفاوض مع النظام وجعل الأزمة "رهينة تسويات دولية"، وانتقد معاذ الخطيب بشدة. وقال المجلس في بيان صدر عنه الثلاثاء إن "ما سمي بمبادرة الحوار مع النظام إنما هي قرار فردي لم يتم اتخاذه ضمن مؤسسات الائتلاف الوطني". وأضاف أن المبادرة تتناقض مع وثيقة تأسيس الائتلاف التي تنص على "أن هدف الائتلاف إسقاط النظام القائم برموزه، وحل أجهزته الأمنية والعمل على محاسبة المسؤولين عن سفك دماء الشعب السوري"، و"عدم الدخول في حوار أو مفاوضات مع النظام القائم".

ورأى البيان أن "اجتماع رئيس الائتلاف مع وزير خارجية النظام الإيراني يمثل طعنة للثورة السورية وشهدائها". وشملت انتقادات المجلس الدول الداعمة للمعارضة السورية بسبب امتناعها عن تسليح وتمويل هذه المعارضة، وتقديم المساعدات الإنسانية الكافية للسوريين، لكنه شدد على ضرورة "حماية الثورة من أن تكون رهينة تسويات دولية". وأكد المجلس أن مبادرات رئيس الائتلاف "أحدثت شرخا في المواقف السياسية لقوى المعارضة"، مشيرا إلى أنه بدأ اتصالات لتقييم الوضع. ويتولى رئيس المجلس جورج صبرا نيابة رئاسة الائتلاف. بينما اختير أحمد معاذ الخطيب رئيسا في حينه، لكونه رجل دين معتدلا ومقبولا من الجميع، ويتمتع بمصداقية بين المجموعات الناشطة ميدانيا.

من جهة أخرى يعتزم الائتلاف الوطني السوري فتح مكاتب له في نيويورك وواشنطن مع استعداده لعقد اجتماعات لزعماء المعارضة السورية مع مسؤولين أميركيين وأعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وقال دبلوماسي غربي رفيع "هذه خطوة مهمة ومن الواضح أنها وسيلة محتملة لدعوة زعيم الائتلاف معاذ الخطيب للمجيء إلى نيويورك في مرحلة معينة". وأضاف قوله: إن نجيب الغضبان، وهو أستاذ جامعي أميركي سوري الأصل في جامعة أركنسو، سيرأس مكتب نيويورك. ولم يمكن على الفور الوصول إلى الغضبان لسؤاله التعقيب.