كشف المواطن (ع. م) وهو جد الطفل المعنف "راكان" البالغ من العمر 9 سنوات أن حفيده تعرض لأنواع العنف الجسدي واللفظي من والديه وذلك منذ ولادته، مبينا أن التحقيق في قضية الطفل سيكشف عن تفاصيل كثيرة حول "راكان" وولادته.
وأكد جد الطفل في حديث إلى "الوطن" أن ابنه، والد راكان، أخبره أنه يتمنى موت طفله وأنه يكره هذا الطفل ويكره أيضا الطريقة والظروف التي ولد فيها.
وأشار إلى أنه ظل يطارد ابنه لتسع سنوات ويحاول تبني هذا الطفل وانتزاعه من براثين والده المعتدي عليه دون فائدة، مشيرا إلى أن ابنه المعنف كان ينتهك براءة هذا الطفل ويتفنن في تعذيبه مرة بالركل في أماكن حساسة أو صعقه بالكهرباء أو كيه بالنار وسكب الماء الساخن على جسده كي تبدو وفاته طبيعية في حال حدوثها ويتخلص من عقدته.
وتابع الجد أن ابنه كان دائما ما يسجن حفيده في "دورة المياه" لأيام دون طعام أو شراب. وقال: ظهرت علامات التعذيب على حفيدي منذ كان في سن الثالثة من عمره، وحين علمت بها وشاهدتها وجهت تعنيفا لفظيا لابني مما جعله يبعده عني ويتنقل به من مكان إلى آخر.
وعن دور الأم في الواقعة أكد الجد لـ"الوطن" أن الأم قريبة للعائلة وتنتهج أسلوب الأب ولم تعطف يوما على طفلها أو تحاول ولو مرة واحدة منع زوجها من إيذائه.
وأشار الجد إلى أن حفيده سبق وتعرض للعنف قبل سبعة أشهر في الرياض حينما ضربه والده في مقتل وتسبب بجرح قطعي خلف أذنه، وتدخلنا حينئذ وعرضنا الطفل على طبيب فأصر أن تبلغ الشرطة بالحادثة، فادعى ابني أنه وقع من فوق سلم المنزل.
وسرد الجد عددا من الوقائع تفيد أن والد ووالدة حفيده يعنفانه لأسباب يعلمونها ويتمنون وفاته. وأضاف أنه يود الاحتفاظ بحفيده وظل يطارد ابنه من مكان لمكان كي ينقذه من براثن افتراس والده وتعذيبه البشع، متمنيا أن تساعده الجهات المسؤولة والشؤون الاجتماعية في ذلك، وأن توفر له الأمان وتدعمه في رغبته بالاحتفاظ بالطفل وتربيته وإبعاده عن والده وأن لا تتخلى الشرطة عن الدفاع عن حفيده المسكين.
وطالب الجد بمعاقبة والد "راكان" وسجنه مدى الحياة، وقال: لن يشفى غليلي ألا أن يسجن الأب، فراكان طفل يتمتع بالذكاء رغم أنه محروم من التعليم ومهمل من قبل والديه.
كما طالب الجد تزويده بهوية لحفيده ليقوم على رعايته ويستطيع من خلالها علاجه وتعليمه. وقال "ما ذنبه إذا كان مولودا لأب انتزعت الرحمة من قلبه".
وكان مدير شرطة جدة اللواء علي السعيدي وجه بمتابعة مستمرة لحالة الطفل المعنف، وبين مندوب لجنة الحماية بشرطة جدة المقدم الدكتور طارق أبو شنب، الذي زار الطفل أمس، لـ"الوطن" أن مدير الشرطة يتابع عن قرب واقعة تعذيب الصغير "راكان" وأوضح أن الشرطة سوف تعمل مع الجهات التابعة التحقيق بالحادثة.
فيما سارعت جهات حقوقية إلى زيارة الطفل الذي يرقد في مستشفى الملك فهد العام بقسم الجراحة.
من جانبه، أكد المشرف العام على فرع الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان الدكتور حسين الشريف أنهم بصدد إعداد تقرير عن الحالة وستعلن عنه قريبا.
من جهة ثانية، أفاد مدير الخدمة الاجتماعية بمستشفى الملك فهد العام طلال الناشري أن فريقا طبيا من اختصاصيين نفسيين يتابعون حالة الطفل الآن، واتضح من الكشف الأولي عليه أنه يعاني حروقا متفرقة منها ما هو حديث وبعضها قديم.
وقال الناشري إن الطفل بدأ التعافي رغم معاناته النفسية والجسدية التي وقعت عليه.
أما المتحدث الرسمي لشرطة جدة الملازم أول نواف البوق فأكد أن تحقيقا جرى مع والد الطفل وتمت مواجهته بالتهم المنسوبة إليه، وأحيل كامل ملف واقعة التعذيب إلى هيئة التحقيق والادعاء العام. وأضاف أن الشرطة بذلت جهودا مع إدارة دار الحماية بالشؤون الاجتماعية للوقوف على الحادثة.
إلى ذلك، أوضح مدير دار الحماية بالشؤون الاجتماعية بمنطقة مكة المكرمة صالح سرحان أن الإدارة تلقت بلاغا من عبدالله مبروك جد الطفل "راكان" يفيد أن الطفل يتعرض لأشكال مختلفة من التعذيب النفسي والجسدي وعليه خاطبت الإدارة محافظ جدة الذي وجه بمتابعة الحالة وإحضار الوالدين بالقوة الجبرية والتحقيق معهما حول ما نسبه الجد. وتبين وقوع الطفل "راكان" ضحية لإيذاء جسدي وصفه بالشنيع والبشع وتمت مخاطبة الشرطة وتنويم الطفل بمستشفى الملك فهد وتلقيه العلاج اللازم.