بالإحالة الشاردة من الزميل العزيز، صالح الشيحي، فيما كتب بالأمس: أكرر شكري لسمو الأمير، وزير الشؤون البلدية والقروية لاكتشافه المثير من أن بعض المناطق قد حظيت من التنمية فوق سقف ما تستحق في مقابل أخرى ظلت تراوح تحت هذا السقف.

أستأذن مقام سمو الأمير الوزير أن أكتب اليوم بعض الشوارد من (طبقات السقف). عدت من البعثة الدراسية الطويلة أستاذاً لفرع الجامعة الأم. أعطوني طاولة ومقعداً من (الأنتيك) الذي لو كان اليوم في مزاد (سوذبي) لحصد رقماً خرافياً لسببين: الأول، لأنني كنت صاحبه وعليه كتبت وشربت، والآخر، لأن الطاولة كانت رجيعاً من المستودع المركزي للجامعة الأم. أحضروها لي حطاماً ذات صباح فأعدت تركيبها بالمطرقة والمسمار (الصلب)، وخذ المفاجأة: اكتشفت من (وريقة) صغيرة (مدبسة) على بطن سطح الطاولة أنها كانت (مكتب) صاحب المعالي، مدير الجامعة، السابق للأسبق، الذي كان مدير جامعتي نفسها يوم سنتي الجامعية الأولى كطالب.

كل القصة أنها نامت أعواماً في المستودع ثم استيقظت لتأتي صدفة لهذا المشاغب الذي أعاد (كتابتها) من جديد. أنا لا أكتب الطاولة قدر ما أكتب تراتبية الأسقف في حقوق المناطق من التنمية. في المرة الثانية، ذهبت بشريكة الحياة لتشخيص حملها بآخر قنابلنا العنقودية (خلدون) الصغير، وكنا في لهفة لمعرفة جنس الوليد: الأم في شوق لهدف تعادل أنثوي، وأنا أريد تأكيد ذكوريتي الثالثة من هذه القنابل. وحين فشل الجهاز التشخيصي بيد الطبيب المصري أن يفك صورة الضباب الكثيف صاح بأعلى صوته وهو يشتم الجهاز معترفاً بأن إدارة المستشفى المدني الحكومي في مدينتي ظلت تطلب هذا الجهاز لأشهر من مستودع الرجيع في واحد من مستشفياتنا (المركزية) الكبرى، ويبدو أن كفاءة (الرجيع) تتراجع مع الفك والربط. الجميل المثير أن الكباري والأنفاق والأرصفة قد تستعصي أن تكون على شكل الطاولات والأجهزة. قد لا تقبل التفكيك والتربيط وإلا.... استوى السقف.