رغم انعقاد الجمعية العمومية لنادي الأحساء الأدبي السبت الماضي، إلا أن عزوف 477 عضوا عن سداد رسوم تجديد العضوية للجمعية العمومية للنادي للعام الحالي، ألقى بظلاله على النادي، في ظل تضامن كثير من أعضاء الجمعية العمومية مع مرشحيهم للتصويت لهم فقط، في انتخابات مجلس الإدارة العام الماضي، كسبب رئيس للانضمام لعضوية النادي. هؤلاء المبعدون من عضوية الجمعية العمومية ليسوا مهتمين كثيرا بتعليق عضويتهم في الجمعية، فبعد إدلائهم بأصواتهم في الانتخابات انتهى دورهم"، هذه العبارة، أكدها عدد من أعضاء الجمعية العمومية. وأضافوا خلال أحاديثهم لـ"الوطن" أن انضمام العديد من المبعدين في الجمعية العام الماضي، كان بهدف التكتل لصالح مرشح واحد لمجلس الإدارة، وبعضهم ليست لديه ميول أدبية.

وقال عضو الجمعية عبدالله المقهوي إن هناك أسبابا أخرى للعزوف عن النادي وهي إن ثقافة الانتخابات لا تزال وليدة وتحتاج إلى المزيد من الصبر وعدم الاستعجال على نتائجها، مبينا أن الجميع يظن أن النادي سيلبي جميع مطالبهم الثقافية وذلك صعب، مبينا أن انخفاض أعداد الأعضاء في العام الحالي أمر طبيعي ومتوقع بسبب أن العام الماضي شهد أول تطبيق للعملية الانتخابية في الأندية، فالجميع اندفع نحوها أملا في الحصول على الكثير من المزايا، إلا أنهم تفاجؤوا بأن الوضع بسيط جدا ولا يعدو كونه انتخابات عادية جدا ذات مزايا بسيطة تفوق توقعاتهم، وأن هناك أمنيات كبيرة عند المثقفين والمثقفات من الانتخابات في الأندية إلا أن ذلك لم يتحقق، فعندها تبخرت أحلامهم، فلم تعد هناك عناصر جذب وتشويق لتجديد الاشتراك لعام آخر وسداد 300 ريال، كل عام.

وأضاف عضو الجمعية الدكتور سامي الجمعان بقوله: لا أخفيك أنني استغربت غياب الكثير من الوجوه المعروفة في جمعية النادي وشاهدت وجوها جديدة ولكن تلك هي لعبة الجمعيات العمومية فالمنتمي هو الذي يبادر ويسجل، ولهذا فاللوم في ظني واقع على المثقف نفسه لأنه تخاذل وتكاسل عن المبادرة والانخراط في التسجيل، وبعض مثقفينا لم يستوعبوا بعد لعبة الانتخابات ولم يفهموا سرها والمشكلة أنهم يطنطنون بالتغيير وعدم الرضا فكيف تقول مثل هذا وأنت بعيد عن المشاركة والحوار الفعليين، مؤكدا أنه لاحظ ليلة الجمعية العمومية غياب المثقفين الفاعلين وهو غياب للوعي الحقيقي لأن الجمعية العمومية هي الطريق الرسمي لتصحيح أي أخطاء وليس الجلوس في المنزل واتباع الأحاديث الفارغة من الفعل.

وأبان الشاعر جاسم عساكر أنه بالنظر إلى الساحة الثقافية، نجد أن العزوف من المثقفين عن المؤسسات الرسمية حاصل قبل وبعد الجمعيات العمومية وليس طارئا، إنما أصبح ظاهرة، وربما يعود ذلك إلى حلم وردي كبير كان يدغدغ النخبة منهم تزامنا مع إقرار الانتخابات كخطوة حضارية إلا أنها - فيما يرون - لم تستطع القفز لملامسة سماء الطموح والأمل المرسوم، محاولين رمي الأسباب لأي تعثر على عاتق الوزارة، وأعتقد مهما كانت الوزارة لم تصب هدفها تحديدا فيجب على المثقف أن يكون أول من يوجد حيزا للعذر، فالأمور المستجدة كالانتخابات لا يمكن لها أن تثبت جدواها في غضون سنوات قلائل وليس من العدل مقارنتها بدول تجري فيها الانتخابات كثقافة لا كحماس أجوف، وهذه الانتخابات هي من ولدت الإحباط في نفوس المثقفين كونها أتت بمن ليس له هم ثقافي له وجعلته رئيسا أو عضوا إداريا، ومع ذلك أيضا لا أعطي التبرير الكامل للمثقف أن ينأى بنفسه، فهنا المحك والتمحيص الفعلي لمستوي ثقافته ومدى قبوله الذي يطلقه على شكل هتافات وشعارات في مقالاته المكتوبة، لافتا إلى أن من أسباب العزوف أيضا انتشار وسائل الاتصال الحديثة والمريحة التي أتاحت المشاركة بتلقائية وسهولة، وكذلك اتخذت الثقافة نمطا آخر غير المنصة والجمهور وإنما حلقات نقاش بعيدة عن الرسمية يشارك فيها الجميع وهذا ما يجب أن تتحلى به الأندية حفاظا على منسوب زوارها ومرتاديها عن شراكتهم.

بدوره، قال رئيس النادي الدكتور ظافر الشهري في تصريح إلى "الوطن" إنه إذا كانت المقاطعة اعتراضا على مجالس الإدارة المنتخبة، فإنه بإمكان الجمعية العمومية للأندية الأدبية ممارسة دورها كما يجب، وهو إعفاء مجلس الإدارة، وانتخاب مجلس إدارة جديد واللائحة المنظمة للأندية الأدبية تكفل ذلك، مبينا أن أعضاء النادي في الجمعية العمومية المعتمدين حاليا في سجلات النادي، هؤلاء هم الذين سيحصلون على مزايا العضوية، والتي من بينها المشاركة في قرارات وأنشطة النادي، والترشيح لحضور ملتقيات ومؤتمرات المثقفين ومعارض الكتاب.