تميل الكفة إلى صالح غانا ونيجيريا في الترشح إلى نهائي النسخة الـ29 من نهائيات كأس أمم أفريقيا لكرة القدم التي تستضيفها جنوب أفريقيا حتى الأحد المقبل، وذلك عندما يلتقيان اليوم مع بوركينا فاسو ومالي في نصف النهائي.

وقدم المنتخبان مشوارا جيدا نسبيا في البطولة حتى الآن وإن عانيا كثيرا في الدور الأول قبل أن يضربا بقوة في ربع النهائي ويحجزا بطاقتيهما إلى دور الأربعة في الطريق إلى النهائي. وسبق لغانا التتويج بالكأس 4 مرات، فيما حققت نيجيريا اللقب مرتين.

ويبدو أن المنتخبين تعلما الدرس جيدا من مشاركاتهما السابقة في العرس القاري عندما كانا يقدمان أفضل العروض ويودعان خاليي الوفاض.


غانا × بوركينا فاسو

تدخل غانا مواجهتها أمام بوركينا فاسو بمعنويات عالية، كما أن التاريخ يصب في مصلحة منتخب "النجوم السوداء" كونه حسم اللقاءات الخمسة التي جمعته بمنتخب بوركينا فاسو لمصلحته.

وتعول غانا على نجميها، مهاجم العين الإماراتي جيان أسامواه ولاعب وسط يوفنتوس الإيطالي كوادوو أسامواه لمواصلة الطريق نحو النهائي.

وأوضح مدرب غانا كويسي ابيا أن منتخب بلاده سيواصل اللعب بواقعية وقتالية من أجل الفوز وليس لإمتاع الجماهير، وقال "نحن مصرون على مبادئنا في مواجهة المنافسين وهي برودة الأعصاب وأقصى التواضع والاحترام واللعب بقتالية من أجل تحقيق الفوز وبلوغ هدفنا ألا وهو التتويج باللقب".

وتدرك غانا جيدا أن المهمة لن تكون سهلة خصوصا أنها ستلعب على أرضية ملعب نيلسبروت التي اشتكت منها منتخبات كثيرة، وهي النقطة الإيجابية التي قد تصب في مصلحة المنتخب البوركينابي الذي خاض عليها مبارياته الأربع السابقة.

كما أن منتخب بوركينا فاسو كشف عن مؤهلات فنية عالية وقدم عروضا رائعة بقيادة جوناثان بيترويبا مسجل هدف الفوز في مرمى توجو (1/صفر بعد التمديد) في الدور ربع النهائي.


نيجيريا × مالي

لا تختلف حال نيجيريا عن غانا لدى مواجهتها مالي، لأنها المرشحة إلى بلوغ النهائي، بيد أنها تواجه عقبة صعبة بقيادة نجم برشلونة السابق سيدو كيتا.

وتدين مالي بإنجازها إلى كيتا الذي قادها إلى نصف النهائي للمرة الثانية على التوالي بعدما كانت خرجت على يد ساحل العاج العام الماضي.

وتحن مالي إلى إنجازها عام 1972 عندما كانت قاب قوسين أو أدنى من التتويج باللقب القاري الأول في تاريخها لكنها خسرت أمام الكونغو 2/ 3 في المباراة النهائية في الكاميرون.

ولم تذق مالي حلاوة اللقب قط لكنها تلعب دائما دورا هاما في النهائيات وتبلغ أدوارا متقدمة. وحجزت مالي بطاقتها إلى ربع النهائي بصعوبة وبركلات الترجيح على حساب جنوب أفريقيا المضيفة بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 1/1 سجله كيتا بالتحديد.

وعلى غرار نسخة العام الماضي عندما تخطت مالي الجابون المضيفة بركلات الترجيح في ربع النهائي، قلبت مالي المسلحة بلاعبي الخبرة كيتا وموديبو مايجا وسومايلا دياكيتيه ومحمد سيسوكو، الطاولة على جنوب أفريقيا صاحبة الضيافة وحرمتها من مواصلة مشوارها لتكرار إنجاز 1996 عندما استضافت النهائيات وتوجت باللقب.

في المقابل، لم يجرؤ أحد أن يراهن على منتخب "نسور" نيجيريا الذي حط الرحال في جنوب أفريقيا وهو خال من الأسماء الرنانة باستثناء لاعب وسط تشلسي الإنجليزي جوزيف أوبي ميكل وزميله في النادي اللندني فيكتور موزيس والقائد جوزيف يوبو.

لكن خلطة المدرب ستيفن كيشي، بين بعض الكبار (يوبو وميكل وموزيس وبراون ايديي وفنسنت انيياما وايكيتشوكوو اوتشي) وبعض المحترفين للتو، أعطت أكلها وأظهرت فاعلية كبيرة.

وتعول نيجيريا على الجيل الصاعد بقيادة إيمانويل ايمينيكي (25 عاما)، مهاجم سبارتاك موسكو الروسي وهداف البطولة حتى الآن برصيد 3 أهداف (مشاركة مع البوركينابي آلان تراوريه والغاني مبارك واكاسو)، وموزس (22 عاما) وصنداي مبا (24 عاما).

وقال كيشي الذي بدأ مسيرته التدريبية مع توغو ومالي دون أن يصيب النجاح، "لا أحد كان يحسب لنا حسابا ولم يعطنا أي فرصة، لكننا أظهرنا شخصيتنا الحقيقية. عندما تسلمت مهمة الإشراف على المنتخب، كنت أعرف أنه يتوجب علينا أن نقاتل وقد ظهر التطور من مباراة إلى أخرى وبانت الشخصية والانضباط".