وصل إلى أنقرة في زيارة مفاجئة أول من أمس نائب وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر دون إعلان تفصيلي عن أسباب الزيارة. وقال "البنتاجون" في بيان أصدره بعد بدء الزيارة أن رحلة كارتر تأتي في سياق التشاور مع الحلفاء في تركيا "حول قضايا إقليمية ملحة". كما جاءت الزيارة في سياق توقعات متعددة في واشنطن بأن إدارة الرئيس باراك أوباما تراجع الآن سياستها السابقة تجاه سورية. وفيما لن تقود تلك المراجعة إلى أي تدخل عسكري أميركي، فإن هناك آراء متعددة تشير إلى ضرورة قيام واشنطن بجهد نوعي في دعم العسكريين السوريين المنشقين الذين يقدر عددهم بعدة آلاف في تطبيق خطتهم الحالية بتشكيل قوات خاصة حسنة التنظيم والتسليح لمواجهة بقايا الجيش السوري ولحماية المدنيين ولاقتحام دمشق إذا ما فشلت جهود التسوية الدبلوماسية.
ويعني ذلك الاتجاه ابتعاد واشنطن عن سياسة دعم المعارضة بصفة عامة بسبب المخاوف من وجود فصائل متطرفة في صفوفها والتركيز بدلا من ذلك على دعم هذه القوات الخاصة الجديدة. وليس من الواضح ما إذا كانت زيارة كارتر تتصل بهذه الاقتراحات أم إنها لا تزال في مرحلة النقاش خلال المراجعة الأميركية الحالية للسياسة تجاه سورية.
وقال الأستاذ في جامعة ريبون وأحد المتخصصين في قضايا الأمن القومي الأميركي لامونت كلوشي إن الرئيس أوباما "اضطر إلى تعديل المنطق الذي اتبعه تجاه الأزمة السورية بسبب ما يتضح من أنها قابلة للاستمرار لفترات طويلة وأنها تهدد أمن شرق المتوسط بأكمله". وكانت تقارير أميركية قد أشارت إلى أن وزير الخارجية الجديد جون كيري الذي بدأ عمله أول من أمس قد منح أولوية خاصة لقضيتي الفلسطينيين وسورية على جدول أعماله. وبشأن القضية السورية سيواصل كيري الدفع بالخط الدبلوماسي الحالي لإخراج الرئيس بشار الأسد من السلطة في سياق اتفاق عام يحدد ملامح المرحلة الانتقالية التالية. واكتسب كيري خلال عمله رئيسا للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ خبرة واسعة بسورية التي زارها عدة مرات في محاولات لإقناع الأسد بإجراء إصلاحات سياسية خلال السنوات الماضية كما ذكر خلال شهادته أمام المجلس التشريعي.