في كل مرة تدخل حي الثقبة يواجهك طابور سيارات طويل، بسبب الازدحام الكبير الذي تكتظ به شوارع الحي، جراء انتشار المحلات التجارية المتناثرة على جنبات الطريق، إذ يبدو لك للوهلة الأولى سطوة العمالة الأجنبية على هذه المحلات، ويبدو واضحا أن الحي يفتقر للكثير من الخدمات البلدية، وأصبحت شوارع الحي ضيقة، تفتقر إلى الاهتمام والتنظيم، وتعج بالعمالة الأجنبية، خاصة الآسيوية والأفريقية التي انتشرت في كل أرجاء الحي، حتى أضحت تشكل خطرا على السكان.

وشهد الحي في السنوات الماضية إقبالا كبيرا من العزاب للسكن فيه سواء من العمالة الأجنبية أو من السعوديين الذين يعملون غالبا في بعض القطاعات العسكرية أو طلاب الجامعات، وهو ما تسبب في هجرة عدد كبير من سكانه في السنوات الأخيرة، والانتقال إلى الأحياء الجديدة المجاورة، ولم يبق فيه الآن سوى أصحاب الدخل المحدود، الذين لا يستطيعون شراء منازل في أحياء أخرى، نظرا لارتفاع أسعارها.

هجرة سكان الحي

يقول محمد العتيبي، وهو من سكان الحي القدامى، إن حي الثقبة في بداياته يتميز بترابط أبناء الحي جميعهم، ولم يكن يسكن بينهم أي غريب، مشيرا إلى أن سكان الحي كان معظمهم من موظفي شركة أرامكو السعودية، مضيفا أن كثيرا من ساكني الحي هجروه منذ سنوات ونقلوا إلى الأحياء الحديثة وقاموا بتأجير منازلهم على العزاب من السعوديين أو على العمالة الأجنبية وهم الأكثرية، ولم يبق في الحي، إلا أصحاب الدخل المحدود الذين لا يستطيعون الانتقال بسبب ضيق ذات اليد، مشيرا إلى أن العمالة أصبحت تسيطر بشكل كبير على الحي، وتشكل خطرا على العوائل الذين ما زالوا يسكنون في الحي، ولفت إلى حدوث الكثير من الحوادث غير الأخلاقية، التي بسببها داهمت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الكثير من المنازل، وتابع قائلا: إن هناك الكثير من العمالة الوافدة تروج للمخدرات، ويقول أصبحنا نحذر أبناءنا من الخروج بمفردهم، خوفا عليهم من تعرضهم للأذى، خاصة في الفترة المسائية التي يكثر فيها نشاط هؤلاء، مطالبا من الجهات الأمنية تكثيف عمل الدوريات الأمنية، وتنفيذ حملات أمنية على تلك العمالة التي توجد بينها عمالة غير نظامية.

متطلبات الحي

ويقول عبدالله المطيري إن حي الثقبة يعاني من إهمال واضح وعدم اهتمام من قبل بلدية الخبر، وتفتقر شوارعه إلى الأرصفة والإنارة والتشجير، وقال إن هناك كثيرا من المنازل آيلة للسقوط، وأصبحت تشكل خطرا على الأهالي، خاصة إن بعض ضعاف النفوس يستغلون خلوها من السكان ويمارسون فيها أعمالا مشبوهة، مضيفا أن شوارع الحي لم تعد تحتمل الكثافة المرورية التي يشهدها الحي في السنوات الأخيرة، إذ إن معظم شوارع الحي تجارية وتنتشر فيها المحلات بمختلف أنشطتها التجارية، وأصبحت العديد من الشوارع الداخلية عبارة عن أزقة ضيقة، مبينا أن طبقات الأسفلت العتيقة ظهرت عليها التشققات والتصدعات، ويفتقر الحي إلى الإنارة الجيدة، مطالبا بلدية الخبر بإعادة تأهيل الحي، وعمل أرصفة حديثة، مع إضافة إنارة جديدة، وتنظيم الشوارع التي تعاني من الفوضى المرورية بسبب ضيقها.

مشاكل العزاب

اشتكى علي الشهري أحد سكان الثقبة من مضايقة العزاب للعوائل وسكنهم بجوارهم، يقول إن منزله أصبح يحيط به العزاب من كل الجهات، الذين أصبح يتزايد عددهم بكثرة خلال السنوات الأخيرة، مما يشكل هاجسا كبيرا من تعرض أبنائهم لأي مكروه، أو إغرائهم بتعاطي المخدرات والمواد الممنوعة، مبديا قلقله الشديد على أسرته أثناء تواجده خارج المنزل من اعتداء جيرانه العزاب على أبنائه، وحمل الشهري المكاتب العقارية مسؤولية تزايد أعداد السكان العزاب داخل الحي، بسبب تأجيرهم المنازل للعزاب طمعا في جني الأموال، متجاهلين ما يقع من الضرر عليهم بسبب سكنهم بجوارهم.

من ناحيته، يقول سعد القحطاني إنه بالإضافة إلى المشاكل التي يعاني منها سكان الحي، فإن هنالك مشكلة حقيقية يعاني منها الحي تتمثل في الفوضى المرورية، وكثرة الشوارع التجارية بشكل عشوائي، مشيرا إلى أن أغلب شوارع الحي تجارية، معللا ذلك إلى سطوة الأجانب على أكثر من 90% من المحلات التجارية بمساعدة مواطنين تستروا على تلك العمالة التي أحدثت فوضى كبيرة عانى منها الحي طيلة السنوات الماضية، مطالبا وزارة التجارة والجوازات بضرورة القيام بدورهم ونشر فرق رقابية على تلك المحال التجارية، التي تدار من قبل العمالة الوافدة، وكشف حالات التستر ومخالفي الإقامة.

إعادة تأهيل الحي

من جهته، قال رئيس بلدية الخبر المهندس عصام الملا إن هناك العديد من المشاريع المخصصة لحي الثقبة، تعمل البلدية على تنفيذها حاليا، مشيرا إلى أن هنالك مشروعا لتصريف مياه الأمطار، ومشروعا لإنشاء مجموعة من الحدائق في الحي لكي تكون متنفسا لسكان الحي.

وأكد الملا في تصريح إلى "الوطن" أن بلدية الخبر لا تميز بين سكان الأحياء في تقديم خدماتها، مشيرا إلى أن كل حي يأخذ نصيبه من الخدمات بشكل عادل، وقال إن أهل الثقبة يعتقدون أنهم مظلومون في عدم حصولهم على الاهتمام الكافي في تقديم الخدمات لحيهم، مؤكدا بأنه لا فرق لدى بلدية الخبر بين حي راق وحي شعبي. ولفت إلى أن بلدية الخبر في كل عام تطور وتعيد تأهيل الشوارع الرئيسية التي تشهد كثافة مرورية عالية، مبينا أن البلدية لديها خطة لتنفيذ مجموعة من المشاريع تهدف لإعادة تأهيل وتطوير الحي بالكامل.