اعترافات المسؤول التنفيذي حينما تأتي وهو خارج دائرة المسؤولية تختلف عنها أثناء وجود القلم والقرار بين يديه.. في الأولى يصنف الحديث ضمن باب الذكريات، والمشاهدات الوظيفية.. لا تقدم ولا تؤخر ولا تنفع الناس.. اللهم إلا من باب التسلية!
لكن حينما تخرج التصريحات والرجل ممسك بالقرار فهذا أمر مختلف.. لأنه اعتراف ضمني بالمسؤولية.. فالناس متفرغون للمحاسبة والمساءلة!
- قبل أيام أطلق وزير الشؤون البلدية والقروية - الأمير منصور بن متعب - تصريحين مهمين..
قال في الأول: وجدنا أن بعض المناطق أخذت أكثر من حقها وأخرى لم تأخذ نصيبها كاملا.
وقال في الثاني: لاحظنا أن بعض أمناء المناطق يخصون العواصم الإدارية دون البقية بالخدمات.
ولي مع هذين التصريحين المهمين وقفتان سريعتان؛ الأولى: أن الاعتراف بالمشكلة هو الخطوة الأولى نحو حلها.. اعتراف الأمير - والقرار بيده - أن هناك مناطق لم تأخذ حقها فحسب؛ بل أخذت أكثر من حقها.. على حساب مناطق أهملت كثيراً ولم تنل حقها، يعني بوضوح أن الصورة باتت مزعجة للأمير وينوي إصلاحها فعلاً.
الوقفة الثانية: ما يتعلق بأمناء المناطق، الذين لاحظ الأمير أنهم يهتمون بالعواصم الإدارية على حساب بقية محافظات المنطقة.. أليست هذه من سلبيات وضع القرار كاملاً بيد أمين المنطقة دون الاعتداد برأي مجلس المنطقة البلدي؟! - لأنهم لا يمكن أن يكونوا شركاء في دفن العدالة!
- الخلاصة وليسمح لي بها الأمير منصور: ليس هناك أسهل من إطلاق التصريحات، وليس أجمل من تحقيقها واقعاً يشاهده الناس.. ولا أظنكم من الذين يطلقون تصريحاتهم لدغدغة مشاعرنا.. لأننا ببساطة سنعود بعد سنة، بإذن الله وسنسأل: ما الذي تغيّر؟!