رغم حداثة نشأة مركز اللحوم والأسماك بحي البطحاء جنوب العاصمة، إلا أن ذلك لم يشفع له بالفرار من دائرة المخالفات التي رصدتها أمانة منطقة الرياض عليه من خلال مراقبيها الميدانيين، قبل أن تتخذ قرارا بإغلاقه وإعادة بنائه من جديد. وعلمت "الوطن" أن أمين المنطقة المهندس عبدالله بن عبدالرحمن المقبل رفع خطابا إلى المسؤول بإدارة الأسواق بإغلاق مركز اللحوم والأسماك، بسبب عدم التزامه باشتراطات الصحة والسلامة لا من ناحية اللحوم المعروضة فيه وبيع الأسماك الفاسدة دون أي مراعاة لصحة المستهلك.

مستشار جمعية حماية المستهلك في الأسماك وثمار البحر محمد المرزوق، أبلغ "الوطن" أن القرار الذي أصدره المقبل نص على "هدم البنية التحتية وإعادة هيكلتها من جديد لتشكيل سوق آخر تحت أنظمة متطورة لسلامة الصحة الغذائية واتباع اللوائح والأنظمة الدولية في سلامة الغذاء، للحفاظ على صحة المواطن وتقديمها للمستهلك على جودة سلامة الغذاء العالية". وقبيل اتخاذ قرار الإغلاق بيوم، كانت "الوطن" في جولة على السوق، ورصدت بالصور المخالفات الموجودة على صعيد بيع اللحوم ونقلها عبر عربات صدئة وقبلها في سيارات مهترئة دون الاكتراث بما يمكن أن يقع على مستهلكها من آثار صحية نتيجة عدم مراعاة أدنى مبادئ السلامة العامة. يقول مستشار حماية المستهلك المرزوق، إن الأسماك التي تباع في أغلب الأسواق والمراكز في الرياض هي أسماك فاسدة، وإن بعض المحال والعمالة يلجأون إلى الحيلة من أجل إقناع المستهلك بجودة الأسماك وإنها طازجة، من خلال وضع صبغات غذائية غالبا ما تكون باللون الأحمر، مضيفا أن خياشيم الأسماك ليست دليلا على جودتها.

ولفت إلى أن طرق الكشف على جودة الأسماك من خلال فحص العين، تعد إحدى المؤشرات الرئيسة على جودة السمكة فالعين السوداء تدل على صلاحية السمكة، أما إن كانت عمياء فهي وصلت إلى مرحلة التدود والتعفن، ومن ثم يأتي فحص قوامها من خلال الضغط على السمكة فإذا طبعت بصمة اليد على جسدها فهذا أحد أسباب فسادها والعكس صحيح، وأخيرا تماسك الجسد فإذا كان القوام متراخ غير متماسك ولونه يميل إلى الاصفرار فتعتبر فاسدة لا تصلح للاستهلاك.

وأشار إلى إتلاف ما يقارب 4 أطنان من الأسماك بجدة، ورصد عمالة في أحواش يقومون بتحويل الأسماك الفاسدة إلى مجففة ومن ثم بيعها وهي التي قال إنها من أخطر الطرق التي تسبب تجمع الديدان في المعدة، لافتا إلى أن أغلب المواطنين السعوديين لا يقومون باستهلاكها وتتواجد في العادة في محال التموين الغذائي الصغيرة وتأتي على شكل علب ساردين وروبيان وهي أساسا "تالفة".