نفذت لجنة إزالة التعديات في المدينة المنورة ترافقها الجهات الأمنية أمس، أعمال إزالة كثير من المساكن الشعبية والأراضي المغلقة التي تم التعدي عليها من قبل بعض المواطنين بطريق تبوك 35 كيلو مترا شمال غرب المدينة المنورة، إذ تمت فيها إزالة نحو 40 مسكنا شعبيا واستراحات خاصة بنيت بشكل عشوائي وبطرق لا تتوفر فيها أدنى مقومات السلامة، استكمالا لعدد من المهمات التي تمت خلال الأسبوعين الماضيين.

من جهته، أوضح مصدر في لجنة الإزالة (فضل عدم ذكر اسمه) أن أعمال الإزالة تأتي في إطار تطبيق أنظمة حماية أراضي الدولة من التعدي، إذ تمكنت اللجنة من إزالة جزء كبير من المباني والأحواش، التي توزعت في مواقع عدة، مشيرا إلى أن اللجنة ستواصل استكمال أعمال الإزالة، وذلك لاتساع رقعة المواقع التي تم التعدي عليها في الموقع، ودرءا لظهور أي عشوائيات جديدة تعرقل نمو المنطقة ومشاريعها المستقبلية.

ورافقت"الوطن" اللجنة خلال تنفيذ مهامها، ورصدت كثيرا من الأحواش الكبيرة التي بدا أنها قد شيدت حديثا والتي كانت خالية من السكان، إضافة الى مواقع حددت حدودها بشواخص خراسانية تمهيدا لبيعها مستقبلا، وسعيا إلى تعطيل أعمال اللجنة قام بعض النسوة والأطفال بالجلوس داخل تلك الاحواش والمباني رافضين الخروج من المكان اعتراضا على الإزالة، معللين ذلك بأنهم شيدوا تلك الاحواش والمساكن منذ عشرات السنين وهو ما ينفيه واقع الحال بالنظر الى كثير من مواد المباني التي كانت موجودة بالمكان فضلا عن حداثة البناء. بدورها، كرست مديرية الشرطة ممثلة في قوة المهمات والواجبات ودوريات الأمن والبحث الجنائي من وجودهم في المكان، فيما ضرب طوق أمني على مداخل ومخارج الموقع المعتدى عليه منعا لأي اعتراضات من قبل المعتدين على الأراضي قد تعوق أعمال اللجنة كما حدث في الأسبوعين الماضيين. يذكر أن أهمية الموقع الذي شهد كثيرا من التعديات تبرز كونه قريبا من أحد المنتزهات التي أنشئت حديثا من قبل أمانة المدينة المنورة ليكون متنفسا لأهالي المنطقة، خصوصا أنه تتوفر فيه مقومات طبيعة متنوعة، فيما لم تسلم أطراف الحديقة الرئيسة للمتنزه التي ما زالت طور الإنشاء من تعديات تمثلت في إقامة حظائر لتربية الأغنام والجمال بالقرب منها.