يعتمد حمود السهل والملقب بـ"أبو يزن" على مبدأ مشاورة زوجته في بعض الأمور، ومن ثم مخالفة مشورتها عند اتخاذ القرار، وهو يفسر هذا التصرف في حياته الزوجية قائلا: "مشورة الزوجة لا تكون بالضرورة من دافع عقلاني، بل تأتي من منطلق المسايرة، حتى لا تشعر بأنها مهمشة، ومن ثم يتجنب الزوج المشاكل التي لاحصر لها".
ويخالفه الرأي عادل العنزي، والذي يرى أن مشاورة الزوجة ضرورية، إذ يقول: "تتمتع زوجتي "أم باسل" ببعد النظر والرأي الحكيم، وكثيرا ما أستشيرها في عدد من الأمور، سواء في المحيط الأسري أو خارجه".
وأضاف أن: "على الأزواج القيام باستشارة زوجاتهم، فالزوجة هي العنصر الأساس في البيت، وهي لبنة العائلة، ومشورتها تعبرعن قمة التفاهم والتناغم بين الزوجين"
من جانب آخر يرى أبو سلمان، أنه يستشير زوجته في الكثير من الأمور، بينما لا يرى أنه يكون مجبورا على الأخذ برأيها، خاصة وإن المرأة تكون أسيرة لعواطفها"، ويضيف: "لا أنكر أنني استشير زوجتي، ولكني أعتد بمشورة أكثر من صديق"
وعلل السبب بقوله: "لأن ما تبديه الزوجة، يكون بعيدا عن الواقع، فلطالما غلبت العاطفة على رأيها".
في حين تعترف الأربعينية العنود الشمري، وهي متزوجة من رجل أعمال، أن زوجها لا يمكن أن يأخذ أي قرار دون استشارتها، ولكنه بنفس الوقت يكابر، ويرفض الاعتراف بأن مشورتها كانت صائبة، خاصة عندما يأخذ رأيها في بعض صفقاته التجارية، ومن ثم يجني من ورائها الكثير من المال.
وتابعت الشمري: "عندما أذكره برأيي الصائب يغضب، وينكر ذلك، ويخبرني أنه توصل إلى قراره قبل أن يأخذ بمشورتي"، وعزت تصرف زوجها إلى نوع من أنواع المكابرة.
أما خلود خليف المسند، فترى أن عددا من الرجال لا يعترفون بأهمية مشورة المرأة، ونظرا لقناعتها بذلك، ومعرفتها لطبيعة زوجها، وأنه سيكابر، ولن يعترف بأن رأيها كان سديدا، اعتادت أن تمرر نصائحها له بطريقة باهتة غير مفروضة.
تقول خلود: "بعد مشورتي يعود زوجي ليخبرني بأن زميله في العمل والمعروف برأيه السديد نصحه، ولا يمكنه مخالفته، ليتضح لي في النهاية أن رأي الزميل هو نفس الرأي الذي قدمته له، وفي هذه الحالة لا أشغل بالي بالأمر، فالأهم هو النتيجة التي تصب في مصلحة الأسرة".
من جانبها أكدت لـ"الوطن" أخصائية التربية الأسرية مسفرة الغامدي، أن المشاركة قانون يجب أن يتم أخذه بعين الاعتبار، عند اتخاذ القرارات المتعلقة بشؤون البيت والأسرة، خاصة في بعض الأمور التي تقتضي وجود معرفة عند الزوجة، بسبب طبيعة مسؤوليتها في المنزل ومعرفتها بالقرار الصائب.
وتعترف الغامدي بأن كثيرا من الأزواج لا يحبذون أن تكون الزوجة أكثر ذكاء منهم، وتقول "لذلك يجب أن تتصرف الزوجة بذكاء، عندما يستشيرها زوجها، في أي من الأمور، والمهم هو الوصول إلى النتيجة المرضية التي تصب في مصلحة الأسرة".
وأضافت: أن "على الزوجة عند ما تقدم رأيها في موضوع، أن تقدمه على هيئة اقتراح، وأن تشعر الزوج بأن رأيه هو المهم، وأنه الأقدر على حل الأمور والتعامل معها، واختيار الأفضل، ولا مانع من دعمها ببعض الجمل التي يرتاح لها رب الأسرة.
وأكدت الاختصاصـية أن الأسـاس هو التشاركية في الرأي بين الزوجين؛ لضمان نجاح الأسرة من جميع الجوانب.