أكد رئيس الائتلاف السوري المعارض معاذ الخطيب أنه مستعد، بشروط، للتحاور مع نظام الرئيس بشار الأسد، منددا بشدة بـ"صمت" المجتمع الدولي إزاء "المأساة" التي يعيشها السوريون. وخلال ندوة في المؤتمر الأمني في ميونيخ تناولت الوضع في سورية جدد رئيس الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية موقفه الداعي إلى الحوار مع نظام الأسد، وذلك عقب لقائه على هامش المؤتمر الأمني هذا كلا من نائب الرئيس الأميركي جو بايدن ووزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف. ولم تصدر أي معلومة بشأن ما جرى تداوله أثناء اللقاء بين الخطيب ولافروف وهو اللقاء الأول بين الرجلين منذ انتخاب الخطيب في نهاية 2012 رئيسا للائتلاف السوري المعارض.
وقال الخطيب "نحن مستعدون للاجتماع مع هذا النظام حول طاولة مفاوضات"، رافضا في الوقت نفسه أن يكون من سيمثل النظام السوري في هذه المفاوضات أشخاص "أيديهم ملطخة بالدماء". وأضاف "علينا أن نستخدم كل الوسائل السلمية". ويأتي تصريح الخطيب منسجما مع إعلانه المفاجىء بأنه "مستعد للجلوس مباشرة مع ممثلين عن النظام السوري في القاهرة أو تونس أو إسطنبول"، بشرط إطلاق 160 ألف معتقل وتمديد أو تجديد جوازات السفر للسوريين الموجودين في الخارج. وكان جزء من المعارضة سارع إلى رفض مبادرة الخطيب، معتبرا أنها تتناقض مع مبادئ الائتلاف الرافضة للحوار مع نظام الأسد، غير أن الائتلاف عاد ووافق أول من أمس، للمرة الأولى، على مبدأ الحوار مع النظام، مشددا في الوقت نفسه على أن أي حوار يجب أن يؤدي إلى تنحي الأسد.
وأمام جمع من كبار المسؤولين والدبلوماسيين في ميونيخ انتقد الخطيب بشدة وقوف المجتمع الدولي مكتوف الأيدي أمام ما يجري منذ 22 شهرا في سورية من نزاع مسلح بدأ بانتفاضة شعبية وتحول حربا أهلية حصدت أكثر من 60 ألف قتيل بحسب الأمم المتحدة. وقال "من غير المقبول أن يقف المجتمع الدولي متفرجا على ما يجري للشعب السوري"، مضيفا أن "النظام مدعوم من صمت المجتمع الدولي وإذا ما استمر هذا الأمر فستكون عواقبه وخيمة على المنطقة".
ميدانيا سيطر الثوار على أحد أحياء حلب المهمة التي تشهد معارك يومية منذ نحو سبعة أشهر. وذكر أحد سكان الحي أمس أن مقاتلي المعارضة "سيطروا على كامل حي الشيخ سعيد الواقع في جنوب المدينة بعد انسحاب من تبقى من عناصر الجيش السوري المنهك بعد 48 ساعة من الاشتباكات المتواصلة". وأشار إلى "نزوح معظم السكان عن الحي بعد سيطرة المسلحين عليه وخاصة عائلات اللجان الشعبية التي كانت تحارب مسلحي المعارضة لمنعهم من الدخول". ويعد الحي مهما نظرا إلى أنه يتيح للمقاتلين السيطرة على منفذ إلى مطار حلب الدولي الذي ما زال متوقفا عن العمل منذ فترة بعد اقتراب الاشتباكات منه.
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان سيطرة الثوار على الحي. وأشار مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال إلى أن القوات النظامية "تحاول استعادته". وبحسب ناشطين إعلاميين في المدينة، تتيح السيطرة على حي الشيخ سعيد للمقاتلين إعاقة إمدادات القوات النظامية المتجهة إلى مطار النيرب العسكري في ريف حلب. وفي ريف دمشق، تقوم القوات النظامية بقصف مدينة معضمية الشام الواقعة جنوب غرب دمشق، مع استمرار محاولتها للسيطرة على معاقل للمقاتلين في محيط العاصمة. وفي محافظة حمص أفاد المرص