كعشرات المواضيع المؤجلة، والتي تسبح في فضاء "جمجمتي" المزدحم، أرجأت الكتابة عن الفنانة أحلام عدة مرات، لاعتبارات كثيرة، ولعل "عدم الأهمية" أحد أهم أسباب هذا التأجيل، ولكن وبعد أن حرضني الصديق أحمد التيهاني (فكريا)، قررت الاستجابة للفكرة ونثرها حرفيا..
وسأبدأ باقتباس مهم، نشره (المحرض) في مقالته يوم أمس، حيث يقول: "إن ما تفعله أحلام في arab idol لا يعدو أن يكون محاولات غير واعية لتعويض النقص المعرفي الذي تشعر به، بل والهروب من إبداء رأيها فيما تسمعه، لأنها غير قادرة على أن تقول رأيا مقنعا".. والحقيقة أن محور اللغط في شخصية أحلام يكمن في الفقر المعرفي أولا، والاختيار غير الصائب - غالبا - للمفردات في أحكامها، وكذلك آلية توصيل الرسائل، وهذا هو الأهم!
ما تعانيه حقا أحلام هو غياب "المرشد"، ولحساسية كلمة "المرشد" في هذه الأجواء السياسية المتقلبة، فإني أعني "المستشار" أو "الموجه"، أو ما يسمى حديثا بـ"خبير العلاقات العامة"، وهو الأمر الذي يغيب عن كثير من المشاهير أيضا، بكل أنواعهم، ابتداء من رجل السياسة، ومرورا بلاعب الكرة، وليس انتهاء بالفنان، والممثل الكوميدي، وصاحب "المتابعين" الكثر في الشبكات الاجتماعية.. وغيرهم كثير..!
عدد كبير من هؤلاء، يواجهون هذا النوع من الأفكار - التعامل مع خبير - بالرفض، لأنهم يعتقدون أن الأمر فطري، ولا يحتاج لمتخصص.. ورغم أهمية "الجوانب الفطرية" بالأمر، إلا أن التخصص أمر مهم ومفصلي، ليشرح له "الخبير" ماذا يقول، وكيف يجيب، ومتى يبتسم، ويخبره حتى عن ألوان ملابسه التي تتناغم مع المناسبة (أحيانا)!
ورغم انتشار تقليعة "مدير أعمالي" و"مستشاري" مؤخرا، إلا أنه وللأسف لا يتعدى عن كونه منسق اتصالات ومواعيد.. لذلك، جربوا أن تتابعوا "أوباما" مثلا، وترقبوا ماذا يقول، وكيف يشير بيديه، وأي ألوان ربطات العنق يرتدي، وكيف ينهي حديثه.. وقارنوا كل هذا بأية شخصية أخرى! وبعد ذلك، والحديث للمشاهير، كونوا شجعانا وتتحرورا من عقدة "أنا أعرف".. واستشيروا! والسلام