هناك موضوعات مملة ومزعجة لدرجة لا يمكن أن تتخيلها.. بل إنها تصل في أحيان كثيرة إلى مصدر إزعاج للحكومة نفسها.. ولذلك يشعر الإنسان بالحرج وهو يعيد طرحها.. أعترف أننا غالبا نفعل ذلك تحت الضغط!

قبل سنوات كان هنا موضوع (بند 105).. ذلك الموضوع أمسى حينها عابرا للقارات.. أشغل الصحف كثيرا.. وتعالت الأصوات والشكاوى.. استغرق الأمر وقتا طويلا.. واستهلك جهدا كبيرا.. وفي الأخير تم حل المشكلة كلها بقرار واحد!

بينما كان بإمكاننا أن نتلافى كل ذلك بطريقتين.. إما عدم استحداث البند من أساسه.. أو علاج المشكلة حينما ظهرت للسطح..

وزارة التربية والتعليم من مؤسسات الدولة التي لا تتعلم من أخطائها أبدا.. تقع في أخطاء جسيمة ومع ذلك لا تلبث أن تكررها..

أمس تصدرت المواقع الإلكترونية صورة لعدد من النساء - يعرفن بصاحبات قضية "المعلمات البديلات" - وهن يتجمعن أمام بوابة وزارة التربية والتعليم بشكل غير مقبول أبدا.. بل ويعكس صورة مهينة للمرأة التي نردد أنها جوهرة مكنونة!

هذه ليست المرة الأولى التي يتجمعن فيها هؤلاء الخريجات.. مرات عدة يتجمعن أمام الوزارة بشكل لافت، محاطات برجال أمن.. الشهر الماضي اجتمعن ثلاث مرات.. الصور عبرت القارات.. ومن الوارد أنه سيتم استخدامها لدى المتصيدين.. بينما مسؤولو الوزارة كالعادة اكتفوا - بكل سلبية - بالقول إن الوزارة ستقوم بدراسة القضية!

من هنا يبرز السؤال القديم المتجدد: لماذا لا تحسم وزارة التربية والتعليم القضية وتغلق هذا الملف؟!

الذين يدركون مآلات الأمور في هذه القضايا، يدركون أن الملف سيحسم إن عاجلا أو آجلا.. لماذا إذاً تترك الوزارة الفرصة قائمة للمتصيدين؟!